للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن ماجة: حَدَّثَنَا عمران بن موسى، حَدَّثَنَا حماد بن زيد، حَدَّثَنَا علي بن زيد بن جدعان، عن [أبي نضرة] (١)، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قام خطيبًا، فكان فيما قال: "ألا لا يمنعن رجلًا هيبة الناس أن يقول الحق إذا علمه". قال: فبكى أبو سعيد، وقال: قد والله رأينا أشياء فهبنا (٢).

وفي حديث إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : "أفضل الجهاد كلمة عدل (٣) عند سلطان جائر" ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه (٤).

وقال ابن ماجة: حَدَّثَنَا راشد بن سعيد الرملي، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة: قال: عرض لرسول الله رجل عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله؛ أي الجهاد أفضل؟ فسكت عنه، فلما رمى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في الغرز ليركب قال: "أين السائل؟ " قال: أنا يا رسول الله. قال: "كلمة حق تقال عند ذي سلطان جائر" (٥) تفرد به.

وقال ابن ماجة: حَدَّثَنَا أبو كريب، حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير وأبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرة، عن أبي البُختري عن أبي سعيد قال؛ قال رسول الله : "لا يَحقِر أحدكم نفسه" قالوا يا رسول الله: كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: "يرى أمر الله فيه مقال ثم لا يقول فيه، فيقول الله له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى" (٦) تفرد به، وقال أيضًا: حَدَّثَنَا علي بن محمد، حَدَّثَنَا محمد بن فضيل، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة، حَدَّثَنَا نهار العبدي أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله يقول: "إن الله يسأل العبد يوم القيامة حتَّى يقول: ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره؛ فإذا لقّن الله عبدًا حجته قال: يا رب رجوتك] وفَرقْتُ (٧)


(١) كذا في (حم) و (مح) وسنن ابن ماجة، وفي الأصل: "أبي نصيره" وهو تصحيف.
(٢) أخرجه ابن ماجة بسنده ومتنه (السنن، الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ح ٤٠٠٧) في سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف لكنه توبع فقد أخرجه الطيالسي في مسنده (ح ٢١٥١)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ح ٢٧٨)، كلاهما من طريق قتادة عن أبي نضرة به. وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة (ح ٣٢٣٧).
(٣) كذا في النسخ الثلاث والسنن الثلاث التي ستذكر في التخريج، وفي النسخ المطبوعة: كلمة حق.
(٤) سنن أبي داود، الملاحم، باب الأمر والنهي (ح ٤٣٤٤)، وسنن الترمذي، الفتن، باب ما جاء في أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر (ح ٢١٧٤)، وسنن ابن ماجة، الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ح ٤٠١١). وفي سندهم عطية وهو العوفي: ضعيف وله شواهد تقويه، ولهذا ضمنه الألباني في السلسلة الصحيحة (ح ٤٩١) وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٤/ ٥٠٥).
(٥) أخرجه ابن ماجة بسنده ومتنه (المصدر السابق ح ٤٠١٢)، قال الألباني: حسن صحيح (صحيح سنن ابن ماجة ح ٣٢٤١).
(٦) أخرجه ابن ماجة بسنده ومتنه (المصدر السابق ح ٤٠٠٨)، وسنده ضعيف لأن أبا البختري لم يسمع من أبي سعيد، وتقدم تخريجه في تفسير الآية ٥٤ من هذه السورة الكريمة.
(٧) أي: "خفت الناس".