للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال (١) أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، حدثني بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله يقول: "يكون خلف من بعد الستين سنةً، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًا، ثم يكون خلف يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق، وفاجر" قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يؤمن به.

وقال (٢) أحمد: حدّثنا حجاج، حدّثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي الخطاب، عن أبي سعيد أنه قال: إن رسول الله عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إلى نخلة، فقال: "ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن (من) (٣) خير الناس رجلًا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلًا فاجرًا (جريئًا) (٤) يقرأ كتاب الله ولا يرعوى إلى شيء منه".

وقال الحافظ أبو بكر (٥) البزار: حدثنا محمد بن عمر بن هياج الكوفي، حدّثنا الحسين بن (عبد الأول) (٦)، حدّثنا محمد بن الحسن الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد


(١) في "المسند" (٣/ ٣٨، ٣٩)؛ وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "ابن كثير" (٥/ ٢٣٩)؛ والبخاري في "خلق الأفعال" (٦١٠)؛ والحاكم (٢/ ٣٧٤ و ٤/ ٥٤٧)؛ وعنه البيهقي في "الدلائل" (٦/ ٤٦٥)؛ وفي "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٣٨٥)؛ وابن حبان (٧٥٥) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حيوة بن شريح بإسناده سواء.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح رواته حجازيون وشاميون أثبات" وصححه في الموضع الثاني ووافقه الذهبي في الموضعين، والوليد بن قيس التجيبي روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان، فحديثه محتمل وله ما يعضده. فاخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص ١٠٦)؛ وابن نصر في "قيام الليل" (ص ١٢٨)؛ والبغوي في "شرح السنة" (٤/ ٤٣٩) من طرق عن ابن لهيعة، عن موسى ابن وردان، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "تعلموا القرآن، واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله ﷿" وهذا سند فيه ضعف، لكنه يتقوى بالطريق الماضي.
(٢) في "مسنده" (٣/ ٣٧، ٤١، ٤٢، ٥٧، ٥٨)؛ وأخرجه النسائي (٦/ ١١، ١٢)؛ وابن أبي شيبة (٥/ ٣٤٠، ٣٤١)؛ والحاكم (٢/ ٦٧)؛ والبيهقي (٩/ ١٦٠)؛ وابن عساكر في "الأربعون في الجهاد" (٨٣) من طرق عن الليث بن سعد به وسنده ضعيف؛ لجهالة أبي الخطاب راويه عن أبي سعيد، فقد صرح بجهالته ابن المديني والنسائي والذهبي.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) ساقط من (أ).
(٥) وأخرجه الترمذي (٢٩٢٦)؛ والدارمي (٢/ ٣١٧)؛ وعبد الله بن أحمد في "السنة" (١٢٨)؛ وأبو سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (٢٨٥، ٣٣٩)؛ وابن نصر في "قيام الليل" (ص ١٢٢)؛ والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ج ٣/ ق ١٠٣/ ٢)؛ وابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٧٢) وآخرون من طرق عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد وهذا سند ضعيف جدًا، ومحمد بن الحسن متروك وقال أبو حاتم كما في "العلل" (١٧٣٨): "منكر" ولكنه توبع وانحصرت علة هذا الإسناد في عطية العوفي، وللحديث شواهد من حديث عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله وحكيم بن حزام ومن مرسل عمرو بن مرة ومالك بن الحارث. والحديث حسن بجملة هذه الشواهد كما حققته في "التسلية" والله أعلم.
(٦) في "الأصول": "عبد الأعلى" وهو خطأ.