للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النبي عن النبي وكُسرت ربَاعيته، وهشِّمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، فأنزل الله: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥)[آل عمران] بأخذكم الفداء (١). ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طرق عن عكرمة بن عمار به وصححه علي بن المديني والترمذي وقالا: لا يعرف إلا من حديث عكرمة بن عمار اليمامي (٢).

وهكذا روى علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس أن هذه الآية الكريمة قوله: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾ في دعاء النبي (٣)، وكذا قال: [زيد بن يُثيع] (٤) والسدي وابن جريج.

وقال أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح قال: لما كان يوم بدر جعل النبي يناشد ربه أشدَّ المناشدة يدعو، فأتاه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله بعض نشدتك فوالله ليفيَنَّ الله لك بما وعدك (٥).

قال البخاري في كتاب المغازي باب قول الله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [البقرة: ٢١١]: حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحبّ إليَّ مما عدل به، أتى النبي- وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا﴾ [المائدة: ٢٤] ولكنَّا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي أشرق وجهه وسره (٦).

حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال النبي يوم بدر: "اللهم أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد" فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك. فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)(٧) [القمر] ورواه النسائي عن بندار، عن عبد الوهاب، عن عبد المجيد الثقفي (٨).

وقوله تعالى: ﴿بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ أي: يردف بعضهم بعضًا كما قال [هارون بن عنترة] (٩)، عن ابن عباس ﴿مُرْدِفِينَ﴾ متتابعين (١٠).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٣٤٥ - ٣٤٦ ح ٢٢١) وحسن سنده محققوه.
(٢) صحيح مسلم، الجهاد، باب كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين (ح ١٧٦٣) وسنن أبي داود، الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال (ح ٢٦٩٠) مختصرًا وسنن الترمذي، تفسير القرآن، باب ومن سورة الأنفال (ح ٣٠٨١) وتفسير الطبري.
(٣) أخرجه الطبري من الطريقين مختصرًا، وطريق علي يقوي طريق العوفي.
(٤) كذا في (عم) و (حم) و (مح) وتفسير الطبري، وفي الأصل صُحفت إلى: "يزيد بن تبيع".
(٥) أخرجه الطبري بأسانيده عن السدي وابن جريج وزيد بن يثيع وأبي صالح، وهذه الأسانيد يقوي بعضها بعضًا.
(٦) (٧) أخرجهما البخاري بسنديه ومتنيه وكتابه وبابه (ح ٣٩٥٢، ٣٩٥٣).
(٨) السنن الكبرى، التفسير (ح ١١٥٥٧).
(٩) كذا في (عم) و (حم) وتفسير ابن أبي حاتم، وفي الأصل صحف إلى: "هارون بن هبيرة".
(١٠) أخرجه ابن أبي حاتم من طريق هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس، وسنده حسن، وقد أخرجه الطبري من طرق أخرى كما يلي.