للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله، عن النبي أنه قال: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة". ولكن إسناده (١) ضعيف.

ورواه (٢) مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر من كلامه؛ وقد روي هذا الحديث من طرق، ولا يصح شيء منها عن النبي ، والله أعلم.

والقول الثالث: أنه تجب القراءة على المأموم في السرية لما تقدم، ولا يجب ذلك في الجهرية، لما ثبت في "صحيح (٣) مسلم"، عن أبي موسى الأشعري؛ قال: قال رسول الله : "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا؛ وإذا قرأ فأنصتوا. . ." وذكر بقية الحديث.

وهكذا رواه بقية "أهل السنن" (٤): أبو داود والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن أبي هريرة،


= (ق ١٧٣/ ١)؛ والبيهقي (٢/ ١٦٠) وضعفه من الوجهين الدارقطني وابن عدي والبيهقي وقد وقع في سنده اختلاف مؤثر، ولا يصح هذا الحديث إلا موقوفًا وقد ضعفه صيارفة هذا الفن، ممن تقدم ذكره ونزيد أيضًا: البخاري وأبا موسى الرازي أحد الحفاظ، وابن المنذر وكثيرًا من المتأخرين منهم والحافظ وغيرهما.
(١) في هذا الحكم تسامح، والصواب أنه ضعيف جدًّا كما تقدم.
(٢) في "الموطأ" (١/ ٨٤/ ٣٨)؛ وأخرجه الطحاوي (١/ ٢١٧)؛ والدارقطني (١/ ٣٢٧)؛ والخلعي في "الخلعيات" (٢٠/ ٤٧/ ١)؛ والبيهقي (٢/ ١٦٠) من طريق مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر قال: "من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن لم يصل إلا وراء الإمام".
قال البيهقي: "هذا هو الصحيح عن جابر من قوله غير مرفوع".
(٣) أخرجه مسلم (٤٠٤/ ٦٣).
(٤) أخرجه أبو داود (٦٠٤)؛ والنسائي (٢/ ١٤١، ١٤٢)؛ وابن ماجه (٨٤٦)؛ وأحمد (٢/ ٤٢٠)؛ وابنه عبد الله في "زوائد المسند" في ذات الموضع؛ وابن أبي شيبة (٢/ ٣٢٦)؛ والطحاوي في "الشرح" (١/ ٢١٧)؛ وتمام الرازي في "الفوائد" (٩٧٢)؛ والدارقطني (١/ ٣٢٧)؛ والبيهقي (٢/ ١٥٦) من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا فذكره مطولًا.
وهذا الحديث لم يخرجه الترمذي كما قال المصنف . قال أبو داود: "وهذه الزيادة: "إذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، والوهم عندنا من أبي خالد".
وقال البخاري في "جزء القراءة" (٢٦٧): "ولم يذكروا "فأنصتوا" ولا يعرف هذا من صحيح حديث أبي خالد الأحمر، قال أحمد: أراه يدلس" ثم قال: "روى أبو سلمة، وهمم، وأبو يونس وغير واحد عن أبي هريرة، عن النبي ، ولم يتابع أبو خالد في زيادته". اهـ.
ونقل البيهقي (٢/ ١٥٦، ١٥٧) عن ابن معين أنه سئل عن هذا الحديث فقال: "ليس بشيء". وخالفهم في ذلك الإمام مسلم فسأله أبو بكر ابن أخت أبي النضر فقال له: فحديث أبي هريرة هو صحيح؟ يعني: "إذا قرأ فأنصتوا" فقال مسلم: هو عندي صحيح فقال له: لم لم تضعه ههنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا، إنما وضعت ههنا ما أجمعوا على صحته". وكذا صححه الإمام أحمد كما قال ابن عبد البر؛ ونقله عنه ابن التركماني في "الجوهر النقي" (٢/ ١٥٧)؛ وصححه أيضًا ابن حزم (٣/ ٢٤٠).
قلت: أما قول أبي داود والبخاري إن أبا خالد الأحمر لم يتابع على روايته وأنه وهم فيها فليس كذلك. فقد تابعه محمد بن سعد الأنصاري، قال: حدثنا ابن عجلان بسنده سواء أخرجه النسائي (٢/ ١٤٢)؛ والدارقطني (١/ ٣٢٨)؛ والخطيب في "تاريخه" (٥/ ٣٢٠) ومحمد بن سعد وثقه محمد بن عبد الله المخرمي وابن معين والنسائي كما في "تاريخ بغداد" وكذا تابعه الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم ومصعب والقعقاع ثلاثتهم عن أبي صالح مثله أخرجه أبو العباس السراج في "مسنده"، كما في "النكت الظراف" (٩/ ٣٤٣، ٣٤٤)، للحافظ ورواه إسماعيل بن أبان الغنوي ومحمد بن ميسر الصاغاني=