للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن ماجه (١): حدثنا علي بن المنذر، حدثنا ابن فضيل، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، عن النبي ؛ قال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه".

قال: همزه الموتة، (ونفثه الشعر، ونفخه الكبر) (٢).

وقال الإمام أحمد (٣): حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن رجل حدثه - أنه سمع أبا أمامة الباهلي يقول: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة كبر ثلاثًا، ثم قال: "لا إله إلا الله - ثلاث مرات، [(وسبحان الله وبحمده - ثلاث مرات)] (٤) ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".

وقال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في "مسنده" (٥): حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان الكوفي، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن يزيد بن زياد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب ؛ قال: تلاحى رجلان عند النبي


(١) في "سننه" (٨٠٨)؛ وأخرجه أحمد (١/ ٤٠٤)؛ وابنه في "زوائد المسند"؛ وابن أبي شيبة (١٠/ ١٨٥، ١٨٦)؛ وأبو يعلى (ج ٨/ رقم ٤٩٩٤، ٩/ رقم ٥٠٧٧)؛ وابن خزيمة (١/ ٢٤٠)؛ والحاكم (١/ ٢٠٧)؛ والبيهقي (٢/ ٣٦) من طريق محمد بن فضيل بسنده سواء.
قال الحاكم: "صحيح وقد استشهد البخاري بعطاء بن السائب" ووافقه الذهبي! كذا قالا! وهذا إسناد ضعيف؛ لأن ابن فضيل سمع من عطاء في الاختلاط كما قال أبو حاتم الرازي وغيره، ولكنه توبع فتابعه ورقاء بن عمر وعمار بن رزيق فروياه عن عطاء بن السائب بسنده سواء.
أخرجه أحمد (١/ ٤٠٣)؛ وأبو يعلى (ج ٩/ رقم ٥٣٨٠)؛ والبيهقي (٢/ ٣٦) وقد سمعا من عطاء في الاختلاط أيضًا كما يعلم من مطالعة ترجمة "عطاء".
وخالفهم حماد بن سلمة، فرواه عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود أنه كان يتعوذ في الصلاة من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه.
أخرجه الطيالسي (٣٩٦ - منحة المعبود) وعنه البيهقي (٢/ ٣٦). وهذه الرواية عندي أولى؛ لأن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، ولكن أعله البوصيري في "الزوائد" (١/ ٣١٠) فقال: "وقيل: إن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع من ابن مسعود". قلت: وهذا القول خطأ من قائله، وقد دللت على ذلك في تخريج حديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". ولله الحمد. ويكفي الآن قول البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ١/ ٧٣) وفي "الصغير" (١/ ٢٠١): "سمع عليًّا وعثمان وابن مسعود".
والبخاري حجة في هذا الباب. والله أعلم.
(٢) في (ن) و (هـ): "نفخه الكبر ونفثه الشعر".
(٣) في "مسنده" (٥/ ٢٥٣): وشريك النخعي ساء حفظه لكنه لم يتفرد به. فتابعه حماد بن سلمة أنا يعلي بن عطاء بسنده سواء أخرجه أحمد (٥/ ٢٥٣) قال: حدثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة به فانحصرت العلة في جهالة الراوي عن أبي أمامة. والله أعلم.
(٤) ساقط من (ج).
(٥) لم أجده في "مسنده" المطبوع، فلعله في "المسند الكبير".
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (١٢٣٦) من طريق أبي يعلى بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (٣٩١)؛ وعنه الضياء في "المختارة" (١٢٣٨) من طريق الفضل بن موسى، نا يزيد بن زياد بسنده سواء؛ وهذا سند ظاهره الجودة: ولكنه معل بالمخالفة كما يأتي.