قال الحاكم: "صحيح وقد استشهد البخاري بعطاء بن السائب" ووافقه الذهبي! كذا قالا! وهذا إسناد ضعيف؛ لأن ابن فضيل سمع من عطاء في الاختلاط كما قال أبو حاتم الرازي وغيره، ولكنه توبع فتابعه ورقاء بن عمر وعمار بن رزيق فروياه عن عطاء بن السائب بسنده سواء. أخرجه أحمد (١/ ٤٠٣)؛ وأبو يعلى (ج ٩/ رقم ٥٣٨٠)؛ والبيهقي (٢/ ٣٦) وقد سمعا من عطاء في الاختلاط أيضًا كما يعلم من مطالعة ترجمة "عطاء". وخالفهم حماد بن سلمة، فرواه عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود أنه كان يتعوذ في الصلاة من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه. أخرجه الطيالسي (٣٩٦ - منحة المعبود) وعنه البيهقي (٢/ ٣٦). وهذه الرواية عندي أولى؛ لأن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، ولكن أعله البوصيري في "الزوائد" (١/ ٣١٠) فقال: "وقيل: إن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع من ابن مسعود". قلت: وهذا القول خطأ من قائله، وقد دللت على ذلك في تخريج حديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". ولله الحمد. ويكفي الآن قول البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ١/ ٧٣) وفي "الصغير" (١/ ٢٠١): "سمع عليًّا وعثمان وابن مسعود". والبخاري حجة في هذا الباب. والله أعلم. (٢) في (ن) و (هـ): "نفخه الكبر ونفثه الشعر". (٣) في "مسنده" (٥/ ٢٥٣): وشريك النخعي ساء حفظه لكنه لم يتفرد به. فتابعه حماد بن سلمة أنا يعلي بن عطاء بسنده سواء أخرجه أحمد (٥/ ٢٥٣) قال: حدثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة به فانحصرت العلة في جهالة الراوي عن أبي أمامة. والله أعلم. (٤) ساقط من (ج). (٥) لم أجده في "مسنده" المطبوع، فلعله في "المسند الكبير". وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (١٢٣٦) من طريق أبي يعلى بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (٣٩١)؛ وعنه الضياء في "المختارة" (١٢٣٨) من طريق الفضل بن موسى، نا يزيد بن زياد بسنده سواء؛ وهذا سند ظاهره الجودة: ولكنه معل بالمخالفة كما يأتي.