قال: كنت مع سلمان الفارسي تحت شجرة فأخذ منها غصنًا يابسًا فهزه حتى تحات ورقه، ثم قال: أبا عثمان ألا تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ قال: هكذا فعل رسول الله ﷺ فقال: "إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق". وقال: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤)﴾ (١).
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ أن رسول الله ﷺ قال له: "يا معاذ، أتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" (٢).
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن ميمون بن أبي شبيب، عن أبي ذرٍّ أن رسول الله ﷺ قال: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" (٣). وقال أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن شمر بن عطية، عن أشياخه، عن أبي ذرٍّ قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: "إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها" قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: "هي أفضل الحسنات" (٤).
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا هذيل بن إبراهيم الجماني، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الزهري من ولد سعد بن أبي وقاص، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "ما قال عبد: لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار إلا طمست ما في الصحيفة من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات" (٥).
عثمان بن عبد الرحمن يقال له: الوقاصي، فيه ضعف.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا بشر بن آدم وزيد بن أخرم قالا: حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا مستور بن عباد، عن ثابت، عن أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله ما تركت من حاجة ولا داجَّة (٦). فقال رسول الله ﷺ: "تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ " قال: بلى. قال: "فإن هذا يأتي على ذلك" (٧) تفرد به من هذا الوجه مستور.
(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٩/ ١١١ ح ٢٣٧٠٧) وسنده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، وقد حسنه لغيره محققوه بالشواهد، وكذا حسنه الألباني في صحيح الترغيب (ح ٣٥٩).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٦/ ٣١٣ ح ٢١٩٨٨) وحسنه محققوه بالمتابعات والشواهد.
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٥/ ٢٨٤ ح ٢١٣٥٤)، وقال محققوه: حسن لغيره.
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٥/ ٣٨٦ ح ٢١٤٨٧) وقال محققوه: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهاله أشياخ شمر بن عطية. وحسنه الألباني فقال: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات غير أشياخ شمر فلم يُسموا لكنهم جمع ينجبر الضعف بعددهم (السلسلة الصحيحة ح ١٣٧٣).
(٥) أخرجه أبو يعلى في (المسند ٦/ ٢٠٤ ح ٣٦١١) وسنده ضعيف جدًا قال الهيثمي فيه: عثمان بن عبد الرحمن الزهري: وهو متروك (مجمع الزوائد ١٠/ ٨٢)، وقد أشار الحافظ ابن كثير إلى ضعفه.
(٦) الداجَّة: الحاجة الكبيرة (النهاية ٢/ ١٠١).
(٧) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (ح ٣٠٦٧)، قال الهيثمي: ورجاله ثقات (مجمع الزوائد ١٠/ ٨٣) ولكن في متنه غرابة وتفرد مستور.