للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل أنه كان قاعدًا عند النبي فجاء رجل فقال: يا رسول الله ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له فلم يدع شيئًا الرجل يصيبه من امرأته إِلا قد أصاب منها غير أنه لم يجامعها؟ فقال له النبي : "توضأ وضوءًا حسنًا ثم قم فصلّ" فأنزل الله ﷿ هذه الآية، يعني قوله: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ فقال معاذ: أهي له خاصة أم للمسلمين عامة؟ قال: "بل للمسلمين عامة" (١). ورواه ابن جرير من طرق عن عبد الملك بن عمير به (٢).

وقال عبد الرزاق: حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن رجلًا من أصحاب النبي ذكر امرأة وهو جالس مع رسول الله ، فاستأذنه لحاجة فأذن له فذهب يطلبها فلم يجدها، فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي بالمطر، فوجد المرأة جالسة على غدير فدفع في صدرها وجلس بين رجليها، فصار ذكره مثل الهدبة، فقام نادمًا حتى أتى النبي فأخبره بما صنع فقال له: "استغفر ربك وصلِّ أربع ركعات" قال: وتلا عليه ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ الآية (٣).

وقال ابن جرير: حدثني عبد الله بن أحمد بن سيبويه، حدثنا إسحاق بن إِبراهيم، حدثني عمرو بن الحارث، حدثني عبد الله بن سالم، عن [الزبيدي، عن سليم] (٤) بن عامر أنه سمع أبا أمامة يقول: إِن رجلًا أتى النبي فقال: يا رسول الله أقم فيَّ حدَّ الله - مرة أو اثنتين - فأعرض عنه رسول الله ، ثم أقيمت الصلاة، فلما فرغ النبي من الصلاة قال: "أين هذا الرجل القائل: أقم فيَّ حدَّ الله؟ " قال: أنا ذا. قال: أتممت الوضوء وصليت معنا آنفًا؟ قال: نعم. قال: "فإنك من خطيئتك كيوم ولدتك أمك فلا تعد" وأنزل الله على رسول الله ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤)(٥).

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، عن أبي عثمان


= ما ليس من حديثه فحدث به (التقريب ص ٤٥٧) وقد تابعه شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، وهو يخطئ أيضًا وأخشى ذكر أبي اليسر من أخطائه، فقد أخرجه النسائي من طريق شريك عن عثمان بن موهب به (السنن الكبرى، التفسير ح ١١٢٨٦).
وأخرجه الترمذي من طريق قيس بن الربيع به وقال: وهذا حديث حسن صحيح. وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره. (السنن، التفسير، باب ومن سورة هود ٣١١٥)، وحسنه الألباني (في صحيح سنن الترمذي (ح ٢٤٨٩).
(١) أخرجه الدارقطني (السنن، الطهارة، باب صفة ما ينقض الوضوء ١/ ١٣٤)، وسنده ضعيف لأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ.
(٢) أخرجه الطبري من عدة طرق وكلها فيها العلة السابقة بالانقطاع.
(٣) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه، وسنده مرسل، ومحمد بن مسلم هو الطائفي وهو صدوق يخطئ من حفظه (التقريب ص ٥٠٦)، وقوله: فصار ذكره مثل الهدبة، مخالف للروايات السابقة ومعرفة ذلك فيها غرابة.
(٤) كذا في (حم) و (مح) وتفسير الطبري، وفي الأصل صحفت إلى: "الترمذي عن سليمان".
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وحسنه الأستاذ محمود شاكر، وأخرجه مسلم من طريق شداد بن عبد الله عن أبي أُمامة بنحوه (الصحيح، التوبة، بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤] ح ٢٧٦٥).