للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، كما قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر أن رسول الله قال: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم" (١). انفرد بإخراجه البخاري، فرواه عن عبد الله بن محمد، عن عبد الصمد به (٢).

وقال البخاري أيضًا: حدثنا محمد، أنبأنا عبدة، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله : أي الناس أكرم؟ قال: "أكرمهم عند الله أتقاهم" قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله" قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فعن معادن العرب تسألوني؟ " قالوا: نعم. قال: "فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". ثم قال: تابعه أبو أُسامة عن عبيد الله (٣).

وقال ابن عباس: رؤيا الأنبياء وحي (٤).

وقد تكلم المفسرون على تعبير هذا المنام أن الأحد عشر كوكبًا عبارة عن إخوته، وكانوا أحد عشر رجلًا سواه، والشمس والقمر عبارة عن أُمه وأبيه. روي هذا عن ابن عباس والضحاك وقتادة وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٥).

وقد وقع تفسيرها بعد أربعين سنة، وقيل: ثمانين سنة (٦)، وذلك حين رفع أبويه على العرش وهو سريره وإخوته بين يديه ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ [يوسف: ١٠٠].

وقد جاء في حديث تسمية هذه الأحد عشر كوكبًا، فقال الإمام أبو جعفر بن جرير: حدثني علي بن سعيد الكندي، حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد الرحمن بن سابط، [عن جابر] (٧) قال: أتى النبي رجل من يهود يقال له: بستانة اليهودي، فقال له: يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف أنها ساجدة له، ما أسماؤها؟ قال: فسكت النبي ساعة فلم يجبه بشيء. ونزل عليه جبريل فأخبره بأسمائها، قال: فبعث رسول الله إليه فقال: "هل


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٩٦) وسنده صحيح.
(٢) صحيح البخاري، كتاب التفسير، سورة يوسف باب ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ. . .﴾ [يوسف: ٦]، (ح ٤٦٨٨).
(٣) أخرجه البخاري بسنده ومتنه وتعليقه (المصدر السابق، باب ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧)﴾ [يوسف] ح ٤٦٨٩).
(٤) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم والحاكم بسند حسن من طريق سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ٤/ ٣٩٦).
(٥) قول ابن عباس أخرجه الطبري معلقًا، ومعناه قوى، ويتقوى بالآثار التالية؛ فقول الضحاك أخرجه الطبري بسند لم يصرح باسم شيخه، وقول قتادة أخرجه عبد الرزاق والطبري بسند صحيح عن معمر عن قتادة، وقول الثوري أخرجه الطبري بسند صحيح عن ابن بشار عن أبي أحمد، وهو الزبيري عن الثوري، وقول عبد الرحمن بن زيد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عبد الله بن وهب عنه.
(٦) سيأتي تخريج هذه الأقوال في تفسير الآية (١٠٠) من هذه السورة الكريمة.
(٧) زيادة من (حم) و (مح) وتفسير الطبري وابن أبي حاتم، وسقط من الأصل.