للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العنب خمرًا (١).

وقال عكرمة: قال له: إني رأيت فيما يرى النائم أني غرست حبة من عنب، فنبتت فخرج فيها عناقيد، فعصرتهن ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقيه خمرًا، وقال الآخر، وهو الخباز: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ﴾ الآية، والمشهور عند الأكثرين ما ذكرناه أنهما رأيا منامًا وطلبا تعبيره.

وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع وابن حميد قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود قال: ما رأى صاحبا يوسف شيئًا، إنما كان تحالمًا ليجربا [علمه] (٢) (٣).

﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٣٧) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٣٨)﴾.

يخبرهما يوسف أنهما مهما رأيا في المنام من حلم فإنه عارف بتفسيره يخبرهما بتأويله قبل وقوعه، ولهذا قال: ﴿لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ﴾.

ومجاهد: يقول ﴿لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ﴾ [في نومكما] (٤) ﴿إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا﴾ (٥)، وكذا قال السدي (٦).

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا محمد بن يزيد شيخ له، [ثنا رشدين] (٧) الحسن بن ثوبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما أدري لعل يوسف كان يعتاف (٨) وهو كذلك، لأني أجد في كتاب الله حين قال للرجلين: ﴿لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ﴾ قال: إذا جاء الطعام حلوًا أو مرًا اعتاف عند ذلك. ثم قال ابن عباس: إنما عُلِّم فعلِم (٩). وهذا أثر غريب، ثم قال (١٠): وهذا إنما هو من تعليم الله إياي، لأني اجتنبت ملة الكافرين بالله واليوم الآخر، فلا يرجون ثوابًا ولا عقابًا في المعاد

﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي


(١) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده صحيح من طريق علي بن الحكم عن الضحاك.
(٢) كذا في الأصل وفي تفسير الطبري والدر المنثور، ونسبه إلى ابن أبي شيبة والطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. وورد في (مح) و (حم) وبقية الطبعات من تفسير ابن كثير بلفظ: "عليه" والصواب ما أُثبت من المصدر الأصيل.
(٣) أخرجه الطبري بروايتين من الطريقين، وسنده ضعيف لأن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.
(٤) سقط في الأصل واستدرك من (حم) و (مح) وتفسير ابن أبي حاتم.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن من طريق ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٦) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسندين من طريق أسباط عن السدي، وأحدهما يقوي الآخر.
(٧) كذا في (مح)، وصحف في (حم) إلى "رشيد"، وسقط من الأصل، وقد أُثبت في تفسير ابن أبي حاتم.
(٨) يعتاف: أي أنه كان صادق الحدس والظن (ينظر: النهاية ٣/ ٣٣٠).
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف رشدين كما في التقريب واستغربه الحافظ ابن كثير.
(١٠) القائل هو يوسف.