للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كان المراد بالاسم ذات المسمّى فهذا يكون من باب إيضاح الواضحات، وهو عبث، فثبت أن (الخوض) (١) في هذا (البحث) (٢) على جميع التقديرات يجري مجرى العبث.

ثم شرع يستدل على مغايرة الاسم للمسمى بأنه قد يكون الاسم موجودًا والمسمى مفقودًا؛ كلفظة المعدوم، وبأنه قد يكون للشيء أسماء متعددة؛ كالمترادفة، وقد يكون الاسم واحدًا والمسميات متعددةً كالمشترك، وذلك دال على تغاير الاسم والمسمّى.

وأيضًا فالاسم لفظ وهو عرض. والمسمّى قد يكون ذاتًا ممكنةً أو واجبةً بذاتها.

وأيضًا فلفظ النار والثلج لو كان هو المسمّى لوجد اللافظ بذلك حر النار أو برد الثلج ونحو ذلك؛ ولا يقوله عاقل] (٣).

[وأيضًا فقد قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٨٠].

وقال النبي : "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا" (٤)؛ فهذه أسماء كثيرة والمسمّى واحد، وهو الله تعالى.

وأيضًا فقوله: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ (الْحُسْنَى)(٥) أضافها إليه، كما قال: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)[الواقعة] ونحو ذلك؛ فالإضافة تقتضي المغايرة. وقوله (تعالى) (٦): ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾ أي: فادعوا الله بأسمائه؛ وذلك دليل على أنها غيره.

واحتج من قال: الاسم هو المسمى بقوله (تعالى): ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٧٨)[الرحمن] والمتبارك هو الله (تعالى) (٦).

والجواب أن الاسم (يعظم) (٧) لتعظيم الذات المقدسة.

وأيضًا فإذا قال الرجل: زينب طالق -يعني: امرأته- طلقت، ولو كان غير المسمى لما وقع الطلاق.

والجواب أن المراد أن الذات المسماة بهذا الاسم طالق.

قال الرازي: وأما التسمية فإنها جعل الاسم معينًا لهذه الذات، فهي غير الاسم أيضًا. والله أعلم)] (٨).

(الله): علم على الرب ، يقال: إنه الاسم الأعظم. لأنه يوصف بجميع الصفات، كما قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤)[الحشر] فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له، كما قال


(١) في (ع) و (هـ) و (ى): "المختص"!! وأشار في (ى) إلى أن الصواب ما أثبته.
(٢) ساقط من (ز).
(٣) في (ج) و (ل): "المبحث".
(٤) يأتي تخريجه إن شاء الله بعد قليل.
(٥) من (ج) و (ل) و (هـ).
(٦) من (ن).
(٧) كذا في (ج) و (ك) و (ل) و (ى)، ووقع في (ن) و (هـ): "معظم".
(٨) إلى هنا انتهى السقط الواقع في (ز).