للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدًا".

ومن ههنا ينكشف لك أن القولين عند النحاة في (تقدير) (١) المتعلق بالباء في (قولك) (٢): باسم الله -هل هو اسم أو فعل- متقاربان، وكل قد ورد به القرآن؛ أما من قدره باسم تقديره باسم الله ابتدائي؛ فلقوله تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [هود] ومن قدره بالفعل (أمرًا أو خبرًا؛ نحو: أبدأ باسم الله، أو ابتدأت بسم الله) (٣) فلقوله (تعالى) (٤): ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)[العلق] وكلاهما صحيح؛ فإن الفعل لا بدّ له من مصدر؛ فلك أن تقدر الفعل ومصدره، وذلك بحسب الفعل الذي سميت قبله إن كان قيامًا أو قعودًا أو أكلًا أو شربًا، أو قراءةً أو وضوءًا أو صلاةً؛ فالمشروع ذكر (اسم) (٥) الله في الشروع في ذلك كله؛ تبركًا وتيمنًا واستعانةً على الإتمام والتقبل. والله أعلم.

ولهذا روى ابن جرير (٦)، وابن أبي حاتم، من حديث بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس؛ قال: إن أول ما نزل به جبريل على محمد قال: يا محمد؛ قل: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. ثم قال: قل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)﴾ قال: قال له جبريل: (قل) (٧): باسم الله يا محمد.

يقول: اقرأ بذكر الله ربك، وقم واقعد بذكر الله تعالى. لفظ ابن جرير.

وأما مسألة الاسم؛ هل هو المسمى أو غيره، ففيها للناس ثلاثة أقوال: [أحدها: أن الاسم؛ هل هو المسمى، وهو قول أبي عبيدة، وسيبويه؛ واختاره الباقلاني، وابن فورك. وقال (فخر الدين) (٨) الرازي] (٩)؛ [وهو محمد بن عمر المعروف بابن خطيب (الري) (١٠) في "مقدمات تفسيره" (١١): قالت الحشوية، والكرامية، والأشعرية: الاسم نفس المسمى، (وغير التسمية) (١٢)، وقالت المعتزلة: الاسم غير المسمى ونفس التسمية.

والمختار عندنا أن الاسم غير المسمى وغير التسمية، ثم نقول: إن كان المراد بالاسم هذا اللفظ الذي هو أصوات متقطعة وحروف مؤلفة فالعلم الضروري حاصل أنه غير المسمّى، وإن] (١٣)


(١) في (ج): "تقديم" وهو تصحيف.
(٢) في (ن): "قوله" وذكر في الهامش أن في نسخة "قولك".
(٣) ساقط من (ز).
(٤) من (ل) و (ن).
(٥) ساقط من (ز).
(٦) أخرجه ابن جرير (١٣٨)؛ وابن أبي حاتم (٤) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا بشر بن عمارة بسنده سواء.
وإسناده ضعيف جدًّا وبشر بن عمارة تركه الدارقطني وضعفه البخاري والنسائي وغيرهما والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس، وسبق أن نبه المصنف على هذا.
(٧) سقط من سائر "الأصول" واستدركته من "الطبري" و "ابن أبي حاتم".
(٨) ساقط من (ن).
(٩) من أول هنا إلى "الله علم على الرب " ساقط من (ز).
(١٠) في (ك): "الذي"! وفي (ل): "ابن الخطيب الرازي".
(١١) انظر: "تفسيره" (١/ ١١٤ - ١١٦).
(١٢) وقع في (ن): "غير نفس التسمية".
(١٣) ساقط من (ز).