للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لهم أن يقولوها لوالدهم ولا لنبي الله (١)، وكذا قال السدي وغيره (٢).

﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٩٦) قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨)﴾.

قال ابن عباس والضحاك: ﴿الْبَشِيرُ﴾ البريد (٣). وقال مجاهد والسدي: كان يهوذا بن يعقوب (٤)، قال السدي: إنما جاء به لأنه هو الذي جاء بالقميص وهو ملطخ بدم كذب (٥). فأراد أن يغسل ذلك بهذا، فجاء بالقميص فألقاه على وجه أبيه فرجع بصيرًا، وقال لبنيه عند ذلك: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ أي: أعلم أن الله سيرده إلي، وقلت لكم: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين له: ﴿يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧)

﴿قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨)﴾ أي: من تاب إليه تاب عليه.

قال ابن مسعود وإبراهيم التيمي وعمرو بن قيس وابن جريج وغيرهم: أرجأهم إلى وقت السحر (٦).

وقال ابن جرير: حدثني أبو السائب، حدثنا ابن إدريس: سمعت عبد الرحمن بن إسحاق يذكر عن محارب بن دثار قال: [كان عمٌّ] (٧) يأتي المسجد فيسمع إنسانًا يقول: اللهم دعوتني فأجبت، وأمرتني فأطعت، وهذا السحر فاغفر لي. قال: فاستمع الصوت، فإذا هو من دار عبد الله بن مسعود، فسأل عبد الله عن ذلك، فقال: إن يعقوب أخَّر بنيه إلى السحر بقوله: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ (٨).


(١) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.
(٢) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسندين يقوي أحدهما الآخر من طريق أسباط عن السدي.
(٣) قول ابن عباس أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسند ضعيف من طريق عطية العوفي عنه، وقول الضحاك أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق جويبر عنه.
(٤) قول مجاهد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه، وقول السدي أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسندين يقوي أحدهما الآخر.
(٥) تخريجه كسابقه.
(٦) قول ابن مسعود أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف كما في التقريب، وقول إبراهيم وعمرو أخرجه الطبري بسند فيه سفيان وكيع وفيه مقال، وقول ابن جريج أخرجه الطبري بسند فيه الحسين، وهو ابن داود وهو ضعيف.
(٧) في النسخ الخطية: "كان عمر ". والمثبت هو الصواب كما في طبعات تفسير الطبري والمعجم الكبير وتفسير ابن أبي حاتم، وسعيد بن منصور، ووقع هذا الخطأ في طبعات تفسير ابن كثير إلا طبعة مصطفى السيد محمد ومحمد السيد، رشاد ومن معهم فقد ذكروه على الصواب دون تعليق وتوضيح واكتفوا وضع العبارة بين معقوفين.
(٨) أخرجه الطبري بسنده ومتنه. وسنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق كما تقدم في الأثر السابق، وأخرجه سعيد بن منصور (السنن التفسير ح ١١٤٤)، والطبراني (في المعجم الكبير ٩/ ١٠٨ ح ٨٥٤٨)، وتفسير ابن أبي حاتم كلهم من طريق عبد الرحمن بن إسحاق به.