للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الأنعام: ٣] [(أي: المعبود في السماوات والأرض) (١) كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ [الزخرف: ٨٤].

ونقل سيبويه عن الخليل أن أصله إلاه مثل فعال، فأدخلت الألف واللام بدلًا من الهمزة].

[قال سيبويه: مثل الناس، أصله أناس. وقيل: أصل الكلمة: "لاه"، فدخلت الألف واللام للتعظيم، وهذا اختيار سيبويه؛ قال الشاعر:

لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب … عنى ولا أنت دياني فتخزوني

قال القرطبي (٢): بالخاء المعجمة؛ أي: فتسوسني.

وقال الكسائي والفراء: أصله الإله، حذفوا الهمزة وأدغموا اللام الأولى في الثانية، كما قال: ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي﴾ [الكهف: ٣٨] أي: لكن أنا. وقد قرأها كذلك الحسن.

قال القرطبي (٢): ثم قيل: هو مشتق من وله إذا تحير. والوله: ذهاب العقل يقال: رجل واله، وامرأة ولهى، (وماء موله) (٣) إذا أرسل في] (٤) [الصحراء. فالله تعالى (تتحير الألباب والفكر) (٥) في حقائق صفاته؛ فعلى هذا يكون (أصله) (٦): "ولاه"، فأبدلت الواو همزةً، كما قالوا في وشاح: إشاح، ووسادة: إسادة.

وقال (فخر الدين) (٧) الرازي (٨): وقيل: إنه مشتق من: "ألهت إلى فلان"؛ أي: سكنت إليه؛ فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره، والأرواح لا تفرح إلا بمعرفته؛ لأنه الكامل على الإطلاق دون غيره. قال الله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الرعد: ٢٨، ٢٩].

قال: وقيل: من "لاه، يلوه"، إذا احتجب. وقيل: اشتقاقه من أله الفصيل: أولع بأمه.

والمعنى أن العباد (مولهون) (٩) مولعون بالتضرع إليه في كل الأحوال.

قال: وقيل: مشتق من أله الرجل يأله، إذا فزع من أمر نزل به، فألهه؛ أي: أجاره، فالمجير لجميع الخلائق من كل المضار هو الله سبحانه؛ لقوله تعالى: ﴿وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ﴾ [المؤمنون: ٨٨].

وهو المنعم؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: ٥٣]] (١٠).

(١١) [وهو المطعم؛ لقوله تعالى: ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ﴾ [الأنعام: ١٤].

وهو الموجد؛ لقوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [النساء: ٧٨].


(١) ساقط من (ن).
(٢) "تفسير القرطبي" (١/ ١٠٢).
(٣) في (ن): "مالوها"!!
(٤) ساقط من (ز) و (ع) و (هـ) و (ي).
(٥) كذا في (ج) و (ل) وفي (ك): "يتحير أولو الألباب والفكر" وفي (ن): "يتحير الفكر".
(٦) ساقط من (ن).
(٧) ساقط من (ك) و (ن).
(٨) "تفسير الرازي" (١/ ١٦٥).
(٩) في (ن): "مألوهون".
(١٠) ساقط من (ز) و (ع) و (هـ) و (ى).
(١١) ساقط من (ز) و (ع) و (هـ) و (ي).