للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحديث (١): "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وإنه يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".

وقال ابن المبارك: الرحمن إذا سئل أعطى، والرحيم إذا لم يسأل يغضب. وهذا كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه] (٢)، (٣) [من حديث أبي صالح الفارسي الخوزي، عن أبي هريرة ؛ قال: قال رسول الله : "من لم يسأل الله يغضب عليه" (٤). وقال بعض الشعراء:


(١) أخرج ابن ماجه (٣٦٨٨)؛ وابن حبان (١٩١٤ - موارد)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣٠٦)؛ والدولابي في "الكنى" (٢/ ٤١) من طريقين عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا فذكره. وهو حديث صحيح وله شواهد عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن المغفل وأنس، وأبي بكرة .
(٢) ساقط من (ز).
(٣) ساقط من (ز).
(٤) أخرجه الترمذيُّ (٣٣٧٣)، والبخاريُّ في "الأدب المفرد" (١/ ١١٤) عن حاتم بن إسماعيل، وابن ماجه (٣٨٢٧)، وأحمد (٢/ ٤٤٣، ٤٧٧)، وابنُ أبي شيبة (١٠/ ٢٠٠)، والبزار في "البحر الزخار" (ج ٢/ ق ٢٣٢/ ٢)، وابنُ عدي في "الكامل" (٧/ ٢٧٥٠)، والبغويُّ في "شرح السنة" (٥/ ١٨٨)، وفي "تفسيره" (٤/ ١٠٣) عن وكيع، والبخاريُّ في "الأدب المفرد" (٦٥٨)، والحاكمُ (١/ ٤٩١)، وأحمد (٢/ ٤٤٢)، ومن طريقه: ابن بشران في "الأمالي" (ج ٢٢/ ق ٢٤٤/ ٢)، عن مروان بن معاوية، والبزار (٢/ ٢٣٢/ ٢)، والحاكم (١/ ٤٩١)، وعنه البيهقيُّ في "الدعوات" (٢٢)، والطبراني في "الأوسط" (٢٤٣١)، ومن طريقه: المزي في "التهذيب" (٣٣/ ٤١٨)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص ٢٩٠) عن أبي عاصم النبيل، والرامهرمزي أيضًا عن صفوان بن عيسى، خمستهم عن أبي المليح، عن أبي صالح الخوزي، عن أبي هريرة مرفوعًا فذكره، قال الترمذيُّ: "لا نعرفُه إلَّا من هذا الوجه". وقال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن أبي صالح، إلَّا أبو المليح"، وقال ابنُ عدي: "وهذا يُعرف بأبي صالحٍ هذا"، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، فإن أبا صالح الخوزي، وأبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح، إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث"، قُلْتُ فإذا كانا في عدادِ المجاهيل فكيف يصحح إسنادُ حديثهما؟ وأخشى أن يكون مذهب الحاكم كمذهب ابن حبان، أنَّ العدل من لم يُعرف منه جرح؛ ولم سلمنا ذلك، فإن أبا صالح الخوزي عُرف بالجرح، فقد ضعَّفه ابنُ معين، ومشاه أبو زرعة، فقال: "لا بأس به"، وقال الحافظ في "الفتح" (١١/ ٩٥): "مختلف فيه"، وقد تفرَّد به كما قال هؤلاء الحفاظ، ومثله لا يحتمل تفرُّده. فإسناد حديثه ضعيفٌ، واللهُ أعلمُ.
فائدة: قال الحافظ في "الفتح": "ووقع في رواية البزار والحاكم: عن أبي صالح الخوزي: سمعتُ أبا هريرة". ا هـ.
قُلْتُ: ولم يقع هذا التصريح بالسماع لا عند البزار، ولا الحاكم، أما "المستدرك" فلا أجزم أن اللَّفظة لم تقع فيه، لكثرة التصحيف الواقع فيه.
وأما "مسند البزار" فإنه رواه من طريق وكيع، وأبي عاصم بالإسناد إلى أبي صالح، عن أبي هريرة هكذا بالعنعنة، واللهُ أعلمُ.
فائدة ثانية: قال البزار: "وأبو صالح الخوزي إنما قيل: الخوزي، لأنه كان ينزل بمكة في شعب الخوز".
فائدة ثالثة: قال الحافظ في "الفتح": "ظنَّ الحافظ ابنُ كثير أنه -يعني: أبا صالح الخوزي- أبو صالح السمان، فجزم بأن أحمد تفرد بتخريجه، وليس كما قال، فقد جزم شيخُه المزي في "الأطراف" بما قلتُهُ" اهـ.
قُلْتُ: كذا قال الحافظ، وقد قال ابن كثير في "تفسيره" (٧/ ١٤٣): "تفرد به أحمد، وهذا إسناد لا بأس به =