للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هو حي يجري إلى أجله، وقد اختار هذا القول أبو جعفر بن جرير ، وقوله: ﴿وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ قال: الحلال والحرام (١).

وقال قتادة: أي جملة الكتاب وأصله (٢).

وقال الضحاك، ﴿وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ قال: كتاب عند رب العالمين (٣).

وقال سُنيد بن داود: حدثني معتمر، عن أبيه، عن يسار، عن ابن عباس أنه سأل كعبًا عن أم الكتاب، فقال: علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون، ثم قال لعلمه: كن كتابًا فكان كتابًا (٤).

وقال ابن جريج عن ابن عباس: ﴿وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ قال: الذكر (٥).

﴿وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (٤٠) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٤١)﴾.

يقول تعالى لرسوله: ﴿وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ﴾ يا محمد، بعض الذي نعد أعداءك من الخزي والنكال في الدنيا ﴿أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾ أي: قبل ذلك، ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ﴾ أي: إنما أرسلناك لتبلغهم رسالة الله، وقد فعلت ما أمرت به ﴿وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ أي: حسابهم وجزاؤهم، كما قال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (٢٦)[الغاشية]،

وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ قال ابن عباس: أولم يروا أنا نفتح لمحمد الأرض بعد الأرض (٦).

وقال في رواية: أولم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية (٧).

وقال مجاهد وعكرمة: ﴿نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾، قال: خرابها (٨).

وقال الحسن والضحاك: هو ظهور المسلمين على المشركين (٩).

وقال العوفي، عن ابن عباس: نقصان أهلها وبركتها (١٠).


(١) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق مالك بن دينار عن الحسن.
(٢) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.
(٣) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه شيخ الطبري مبهم.
(٤) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق سنيد به.
(٥) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق حجاج عن ابن جريج به، وابن جريج لم يسمع من ابن عباس، وقال الطبري: لا أدري فيه ابن جريج أم لا. اهـ. فإذا لا يوجد فيه ابن جريج فالانقطاع أشد.
(٦) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق عكرمة عن ابن عباس.
(٧) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق علي بن عاصم عن حصين بن عبد الرحمن عن عكرمة عن ابن عباس، وعلي بن عاصم هو ابن صهيب الواسطي: وهو صدوق يخطئ ويصر (التقريب ص ٤٠٣).
(٨) قول مجاهد أخرجه الطبري بسندين يقوي أحدهما الآخر، وقول عكرمة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي جعفر الفراء عنه، وأبو جعفر الفراء اختلف في اسمه، وهو ثقة (التقريب ص ٦٢٩).
(٩) قول الحسن أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح من طريق معمر عنه، وقول الضحاك أخرجه الطبري وسعيد بن منصور (السنن، التفسير رقم ١١٧٥) من طريقين يقوي أحدهما الآخر.
(١٠) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس.