للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب، حدثنا جرير بن أيوب، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، عن النبي في قول الله ﷿: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ قال: "أرض بيضاء لم يسفك عليها دم، ولم يعمل عليها خطيئة" ثم قال: لا نعلم رفعه إلا جرير بن أيوب، وليس بالقوي (١).

ثم قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن سنان، عن جابر الجعفي، عن أبي جبيرة، عن زيد قال: أرسل رسول الله إلى اليهود فقال: "هل تدرون لم أرسلت إليهم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإني أرسلت إليهم أسألهم عن قول الله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ إنها تكون يومئذ بيضاء مثل الفضة" فلما جاءوا سألهم، فقالوا: تكون بيضاء مثل النقي (٢) (٣)، وهكذا روي عن علي وابن عباس وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر أنها تبدل يوم القيامة بأرض بيضاء من فضة (٤).

وعن علي أنه قال: تصير الأرض فضة والسماوات ذهبًا (٥).

وقال الربيع، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب، قال: تصير السماوات جنانًا (٦).

وقال أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي أو عن محمد بن قيس في قوله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ قال: خبزة يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم (٧)، وكذا روى وكيع، عن عمر بن بشير الهمداني، عن سعيد بن جبير في قوله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ قال: تبدل الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن من تحت قدميه (٨).

وقال الأعمش: عن خيثمة قال: قال عبد الله بن مسعود: الأرض يوم القيامة كلها نار، والجنة من ورائها ترى كواعبها، وأكوابها، ويلجم الناس العرق أو يبلغ منهم العرق، ولم يبلغوا الحساب (٩). وقال الأعمش أيضًا، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن قال: قال عبد الله: الأرض كلها نار يوم القيامة، والجنة من ورائها ترى أكوابها وكواعبها، والذي نفس عبد الله بيده، إن الرجل ليفيض عرقًا حتى ترسخ في الأرض قدمه، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسَّه الحساب، قالوا: ممَّ ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: مما يرى الناس ويلقون (١٠).


(١) أخرجه البزار بسنده ومتنه وتعليقه (المسند ٥/ ٢٤٦ ح ١٨٥٩)، وسنده ضعيف، قال الهيثمي: وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك (مجمع الزوائد ٧/ ٤٨) ويشهد له ما تقدم.
(٢) أي: الخبز الأبيض.
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف جابر الجعفي، ويشهد له ما سبق.
(٤) أخرج هذه الروايات بأسانيد تؤكد على ثبوته وتشهد لسابقه.
(٥) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق رجل مجهول عن علي.
(٦) سنده جيد.
(٧) أخرجه الطبري من طريق وكيع عن أبي معشر به، وسنده ضعيف لضعف أبي معشر.
(٨) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عمر بن بشير الهمداني عن سعيد بن جبير.
(٩) أخرجه الطبري من طريق الأعمش به، وفيه خيثمة وهو ابن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود شيئًا، هكذا قال الإمام أحمد (جامع التحصيل ص ٢٠٩)، ولكنه توبع بواسطة قيس بن السكن كما في الرواية التالية.
(١٠) أخرجه الطبري من طريق الأعمش به، وسنده حسن.