للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، وعن خُصيف، عن مجاهد قالا: يقول أهل النار للموحدين: ما أغنى عنكم إيمانكم؟ فإذا قالوا ذلك، قال الله: أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، قال: فعند ذلك قوله: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (٢)(١)، وهكذا روي عن الضحاك وقتادة وأبي العالية وغيرهم (٢).

وقد ورد في ذلك أحاديث مرفوعة، فقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمد بن العباس هو الأخرم، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا صالح بن إسحاق الجهبذ - دلني عليه [يحيى] (٣) بن معين - حدثنا معروف بن واصل، عن يعقوب بن أبي نباتة، عن عبد الرحمن الأغر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "إن ناسًا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم: لا إلا الله وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله لهم فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة، فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه، ويدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين"، فقال رجل: يا أنس أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ فقال أنس: سمعت رسول الله يقول: "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" نعم أنا سمعت رسول الله يقول هذا، ثم قال الطبراني: (تفرد به الجهبذ) (٤).

(الحديث الثاني): قال الطبراني أيضًا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو الشعثاء علي بن حسن الواسطي، حدثنا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى قال: قال رسول الله : "إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فسمع الله ما قالوا فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا. فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا - قال: ثم قرأ رسول الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (٢)﴾ " (٥) [الحجر: ١ - ٢]، ورواه ابن أبي حاتم من حديث خالد بن نافع به، وزاد فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم) عوض الاستعاذة (٦).

(الحديث الثالث): قال الطبراني أيضًا: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إسحاق بن راهويه،


(١) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه، وهو مرسل ويتقوى بسابقه ولاحقه.
(٢) قول الضحاك أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق جويبر عنه، وقول قتادة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عنه، وقول أبي العالية أخرجه الطبري بسند جيد من طريق الربيع بن أنس عنه.
(٣) زيادة من (حم) و (مح).
(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ح ٨٢٩٣) قال الهيثمي: وفيه من أعرفهم (مجمع الزوائد ١٠/ ٣٨٠)، ويشهد له سابقه ولاحقه.
(٥) نسبه الهيثمي للطبراني وضعفه لضعف خالد بن نافع (مجمع الزوائد ٧/ ٤٨)، وأخرجه الحاكم من طريق أبي الشعث به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٢٤٢)، وله شواهد سابقة.
(٦) سنده كسابقه.