للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الطائف، فربض على شبرقة (١)، فدخلت في أخمص قدمه فقتلته، ومرّ به الحارث بن الطلاطلة، فأشار إلى رأسه فامتخط قيحًا فقتله (٢).

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن رجل، عن ابن عباس قال: كان رأسهم الوليد بن المغيرة وهو الذي جمعهم (٣)، وهكذا روي عن سعيد بن جبير وعكرمة نحو سياق محمد بن إسحاق به، عن يزيد، عن عروة بطوله، إلا أن سعيدًا يقول: الحارث بن غيطلة، وعكرمة يقول: الحارث بن قيس (٤).

قال الزهري: وصدقا هو: الحارث بن قيس، وأُمه غيطلة (٥)، وكذا روي عن مجاهد ومقسم وقتادة وغير واحد: أنهم كانوا خمسة (٦).

وقال الشعبي: كانوا سبعة (٧).

والمشهور الأول. وقوله: ﴿الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦)﴾ تهديد شديد ووعيد أكيد لمن جعل مع الله معبودًا آخر.

قوله: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨)﴾ أي: وإنا لنعلم يا محمد أنك يحصل لك من أذاهم لك ضيق صدر وانقباض فلا يهيدنك ذلك ولا يثنينك عن إبلاغك رسالة الله، وتوكَّل عليه فإنه كافيك وناصرك عليهم، فاشتغل بذكر الله وتحميده وتسبيحه وعبادته التي هي الصلاة، ولهذا قال: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨)﴾. كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن [همّار] (٨) أنه سمع رسول الله يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره" (٩)، ورواه أبو داود [والنسائي] (١٠) من حديث مكحول عن كثير بن مرة بنحوه (١١)، ولهذا كان


(١) بين الطبري الشبرق فقال: الشبرقة: المعروف بالحسك. والحسك: نبات له ثمرة خشنة تتعلق بأصواف الغنم وأوبار الإبل (الوسيط (باب ح س ك)).
(٢) إسناده ضعيف. لتردد في الراوي هل هو عروة أم غيره؟
(٣) أخرجه الطبري من طريق ابن إسحاق به، وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن عباس ويشهد له ما يليه.
(٤) قول سعيد بن جبير أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي بشر، وهو جعفر بن إياس عنه، وقول عكرمة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عمرو بن دينار عنه.
(٥) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق أبي بكر الهزلي عن الزهري به، وأبو بكر الهذلي فيه مقال لكن المعنى صحيح.
(٦) قول مقسم أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق قتادة وعثمان عنه، وقول قتادة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق معمر عنه.
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق حصين عن الشعبي.
(٨) كذا في (حم) والمسند، وفي الأصل و (مح) صحّف إلى: "عمار".
(٩) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصحح سنده محققوه (المسند ٣٧/ ١٣٧ ح ٢٢٤٦٩).
(١٠) الزيادة من (حم) و (مح).
(١١) سنن أبي داود، الصلاة، باب صلاة الضحى (ح ١٢٨٩)، والسنن الكبرى، الصلاة، باب الحث على الصلاة أول النهار ١/ ٤٦٧.