للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء" (١) الزبير بن سعيد متروك.

وقال ابن ماجه أيضًا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرح الفريابي، حدثنا عمرو بن بكير السكسكي، حدثنا إبراهيم بن أبي [عبلة] (٢): سمعت أبا أُبي بن أم حرام وكان قد صلى القبلتين، يقول: سمعت رسول الله يقول: "عليكم بالسنا (٣) والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام" قيل: يا رسول الله وما السام؟ قال: "الموت". قال عمرو: قال ابن أبي عبلة: السَّنوت: الشِّبت.

وقال آخرون: بل هو العسل الذي في زِقاق السمن، وهو قول الشاعر:

هُمُ السمنْ بالسَّنوت لا ألبس … فيهم وهم يمنعون الجار أن يُقرَّدا

كذا رواه ابن ماجه (٤)، وقوله: لا ألبس فيهم؛ أي: لا خلط. وقوله: يمنعون الجار أن يقُرّدا؛ أي: يضطهد ويظلم [كذا قال شيخنا المزي] (٥).

وقوله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ أي: إن في إلهام الله لهذه الدواب الضعيفة الخلقة إلى السلوك في هذه المهامه والاجتناء من سائر الثمار، ثم جمعها للشمع والعسل وهو من أطيب الأشياء، ﴿لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها وميسرها، فيستدلون بذلك على أنه الفاعل القادر الحكيم العليم الكريم الرحيم.

﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٧٠)﴾.

يخبر تعالى عن تصرفه في عباده، وأنه هو الذي أنشأهم من العدم ثم بعد ذلك يتوفاهم، ومنهم من يتركه حتى يدركه الهرم وهو الضعف في الخلقة، كما قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤)[الروم].

وقد روي عن علي : أرذل العمر خمس وسبعون سنة (٦).

وفي هذا السن يحصل له ضعف القوى والخرف، وسوء الحفظ وقلة العلم، ولهذا قال: ﴿لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ أي: بعد ما كان عالمًا أصبح لا يدري شيئًا من الفند والخرف، ولهذا روى


(١) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه (السنن، الطب، باب العسل ح ٣٤٥٠)، وسنده ضعيف لأن الزبير بن سعيد لين الحديث (التقريب ص ٢١٤).
(٢) كذا في (حم) و (مح) وسنن ابن ماجه، وفي الأصل صحف إلى: "عميلة".
(٣) السنا: نبات معروف من الأدوية، ومفرده: سناة.
(٤) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه وتعليقه (السنن، الطب، باب السنا والسنوت ح ٣٤٥٧) وسنده ضعيف جدًا لأن عمرو بن السكسكي متروك (التقريب ص ٤١٩).
(٥) زيادة من (مح).
(٦) أخرجه الطبري من طريق سعد بن طَريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب، وسنده ضعيف جدًا لأن سعد بن طَريف متروك ورماه ابن حبان بالوضع وكان رافضيًا (التقريب ص ٢٣١).