للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[بعد الموت أي: حاسب نفسه؛ كما قال عمر (١) :] (٢) ["حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر (على من لا تخفى عليه أعمالكم) (٣) ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)[الحاقة].

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾.

قرأ السبعة والجمهور بتشديد الياء من ﴿إِيَّاكَ﴾ وقرأ عمرو بن فايد بتخفيها مع الكسر، وهي قراءة شاذة (مرذولة) (٤)؛ لأن "إيا" ضوء الشمس. وقرأ بعضهم أياك - بفتح الهمزة وتشديد الياء. وقرأ بعضهم هياك؛ فالهاء بدل الهمزة، كما قال الشاعر:

فهياك والأمر الذي إن تراحبت (٥) … موارده ضاقت عليك مصادره

و ﴿نَسْتَعِينُ﴾ بفتح النون أول الكلمة في قراءة الجميع سوى يحيى بن وثاب، والأعمش، فإنهما كسراها؛ وهي لغة بني أسد وربيعة وبنى تميم (وقيس) (٦)] (٧).

والعبادة في اللغة من الذلة، يقال: طريق معبد، وبعير معبد؛ أي: مذلل.

وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف.


= أخرجه الترمذي (٢٤٥٩) وحسنه؛ وابن ماجه (٤٢٦٠)؛ وأحمد (٤/ ١٢٤)؛ وفي "الزهد" (ص ٣٨)؛ وابن المبارك في "الزهد" (١٧١)؛ والطيالسي (١١٢٢)؛ وابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (١)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٧/ رقم ٧١٤٣)؛ وفي "مسند الشاميين" (١٤٨٥)؛ والحارث بن أبي أسامة في "مسنده"؛ والحاكم (١/ ٥٧ - ٤/ ٢٥١)؛ والبيهقي في "الكبرى" (٣/ ٣٦٩)؛ وفي "الشعب" (ج ٧/ رقم ١٠٥٤٦)؛ وفي "الآداب" (١١٣٠)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٦٧، ٢٦٨، ٨/ ١٧٤)؛ والعسكري في "الأمثال"؛ والخطيب في "تاريخه" (١٢/ ٥٠)؛ والبغوي في "شرح السنة" (١٤/ ٣٠٨، ٣٠٩)؛ والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٨٥)؛ وأبو يعلى الفراء في "الأمالي" (ج ٦/ ق ٤١/ ١)؛ وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص ٣٦، ٣٧) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس مرفوعًا وتمامه: "والعاجز من أتبع نفسه هواها، ثم تمني على الله". قال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري" فرده الذهبي بقوله: "لا والله! وأبو بكر واهٍ" وقال ابن طاهر: مدار هذا الحديث عليه وهو ضعيف جدًّا، كما في "إتحاف السادة" (٧/ ٤٤)، وقال ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٤٧٣): "ولأبي بكر بن أبي مريم غير ما ذكرت من الحديث والغالب على حديثه الغرائب، وقل ما يوافقه الثقات، وأحاديثه صالحة، وهو ممن لا يحتج بحديثه". ونقل الزبيدي في "إتحاف السادة" (٨/ ٤٢٨) عن أبي نعيم الأصبهاني أن للحديث طريقًا آخر وذكره فعلق الزبيدي قائلًا: وكأنه نظر إلى هذا الحاكم فصححه وتعقبه الذهبي بأن ابن أبي مريم واهٍ وكذا قال ابن طاهر: إن مداره على أبي بكر بن أبي مريم وهو ضعيف جدًّا وكأنهم لم يروا ما توبع عليه فتأمل". اهـ.
(١) أخرجه الترمذي (٤/ ٦٣٨) معلقًا بصيغة التمريض ووصله ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، قال: قال عمر بن الخطاب فذكره وفيه: "قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم .. " وأخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص ٤٤٢، ٤٤٣) من طريق سفيان به. وهذا سند رجاله ثقات لكنه منقطع بين ثابت بن الحجاج وعمر بن الخطاب فلم يدركه.
(٢) ساقط من (ز).
(٣) من (ن) و (هـ) و (ى).
(٤) كذا في (ج) و (ل) و (هـ) و (ى) ووقع في (ك) و (ن): "مردودة".
(٥) في "تفسير القرطبي" (١/ ١٤٦): "توسعت".
(٦) من (ج) و (ل).
(٧) ساقط من (ز).