للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفزاري، حدثنا عمر بن سعد النضري من بني نصر بن معين، حدثني عبد العزيز وليث بن أبي سليم، وسليمان الأعمش وعطاء بن السائب، بعضهم يزيد في الحديث على بعض، عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس ومحمد بن إسحاق بن يسار عمن حدثه عن ابن عباس، وعن سليم بن مسلم العقيلي، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن مسعود. وجويبر عن الضحاك بن مزاحم، قالوا: كان رسول الله في بيت أُم هانئ راقدًا وقد صلى العشاء الآخرة (١)، قال أبو عبد الله الحاكم: قال لنا هذا الشيخ، وذكر الحديث، فكتبت المتن من نسخة مسموعة منه، فذكر حديثًا طويلًا يذكر فيه عدد الدرج والملائكة وغير ذلك مما لا ينكر شيء منها في قدرة الله إن صحت الرواية.

قال البيهقي: فيما ذكرنا قبل في حديث أبي هارون العبدي في إثبات الإسراء والمعراج كفاية، وبالله التوفيق (٢).

قلت: وقد أرسل هذا الحديث غير واحد من التابعين وأئمة المفسرين رحمة الله عليهم أجمعين.

رواية عائشة أم المؤمنين :

قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني مكرم بن أحمد القاضي، حدثني إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثني محمد بن كثير الصنعاني، حدثنا معمر بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لما أسري برسول الله إلى المسجد الأقصى، أصبح يحدث الناس بذلك فارتدَّ ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، فقال: أوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: فتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق (٣).

رواية أم هانيء بنت أبي طالب:

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح باذان، عن أُم هانئ بنت أبي طالب في مسرى رسول الله أنها كانت تقول: ما أسري برسول الله إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة، فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبنا برسول الله فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال: "يا أُم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة


(١) دلائل النبوة ٢/ ٤٠٤ وهذه الطرق يشد بعضها بعضًا، قال الحافظ ابن حجر: والجمع بين هذه الأقوال أنه نام في بيت أم هاني، وبيتها عند شعب أبي طالب، ففرج سقف بيته، وأضاف البيت إليه لكونه كان يسكنه، فنزل منه الملك فأخرجه من البيت إلى المسجد، فكان به مضطجعًا وبه أثر النعاس، ثم أخرجه المَلَك إلى باب المسجد فأركبه البراق (فتح الباري ٧/ ٢٠٤).
(٢) دلائل النبوة ٢/ ٤٠٤، وتقدم ضعف رواية أبي هارون العبدي.
(٣) دلائل النبوة ٢/ ٣٦٠، ٣٦١، وأخرجه الحاكم عن مكرم بن أحمد القاضي به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٣/ ٦٢، ٦٣).