للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين" (١). الكلبي متروك بمرة ساقط، لكن رواه أبو يعلى في مسنده عن محمد بن إسماعيل الأنصاري عن ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي صالح، عن أُم هانئ بأبسط من هذا السياق، فليكتب ههنا (٢).

وروى الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة، عن أُم هانئ قالت: بات رسول الله ليلة أسري به في بيتي، ففقدته من الليل، فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش، فقال رسول الله : "إن جبريل أتاني فأخذ بيدي فأخرجني، فإذا على الباب دابة دون البغل وفوق الحمار، فحملني عليها ثم انطلق حتى أتى بي إلى بيت المقدس، فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي ويشبه خلقي خلقه، وأراني موسى آدم طويلًا سبط الشعر، شبهته برجال أزد شنوءة، وأراني عيسى ابن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة، شبهته بعروة بن مسعود الثقفي، وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى، شبهته بقطن بن عبد العزى -قال-: وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت" فأخذت بثوبه فقلت: إني أذكرك الله إنك تأتي قومك يكذبوك وينكرون مقالتك، فأخاف أن يسطوا بك، قالت: فضرب ثوبه من يدي ثم خرج إليهم، فأتاهم وهم جلوس فأخبرهم ما أخبرني، فقام جبير بن مطعم فقال: يا محمد أن لو كنت لك شأن كما كنت ما تكلمت بما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا. فقال رجل من القوم: يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: "نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيرًا لهم فهم في طلبه" قال: هل مررت بإبل فلان؟ قال: نعم "وجدتهم في مكان كذا وكذا وقد انكسرت لهم ناقة حمراء، وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها" قالوا: فأخبرنا عدتها، من الرعاة؟ قال: "قد كنت عن عدتها مشغولًا" فنام فأوتي بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة.

ثم أتى قريشًا فقال لهم: "سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاة فلان وفلان، وسألتموني عن إبل بني فلان، فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاة ابن أبي قحافة وفلان وفلان، وهي تصبحكم بالغداة على الثنية" قال: فقعدوا على الثنية ينظرون أصدقهم ما قال، فاستقبلوا الإبل فسألوهم: هل ضلَّ لكم بعير؟ فقالوا: نعم، فسألوا الآخر، هل انكسرت لكم ناقة حمراء؟ قالوا: نعم، قالوا: فهل كانت عندكم قصعة؟ قال أبو بكر: أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا أهرقوه في الأرض، فصدقه أبو بكر وآمن به، فسمي يومئذٍ الصديق (٣).


(١) ذكره ابن هشام (السيرة ٢/ ٤٢٧)، وأخرجه الطبري من طريق ابن إسحاق به وسنده ضعيف جدًا بسبب الكلبي.
(٢) أخرجه أبو يعلى مطولًا، (معجم الشيوخ ح ١٠) وسنده ضعيف أيضًا لضعف أبي صالح وهو باذام أو باذان (ينظر تهذيب التهذيب ١/ ٤١٦).
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢٤/ ٤٣٢، وسنده ضعيف جدًا لأن عبد الأعلى بن أبي مساور متروك (مجمع الزوائد ١/ ٨٠).