للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشر آيات من الكهف" فذكره (١).

حديث آخر: وقد رواه النسائي في "اليوم والليلة" عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة، عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، عن رسول الله أنه قال: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال" (٢) فيحتمل أن سالمًا سمعه من ثوبان ومن أبي الدرداء. وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان بن فايد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه عن رسول الله أنه قال: "من قرأ أول سورة الكهف وآخرها، كانت له نورًا من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نورًا ما بين السماء والأرض" (٣). انفرد به أحمد ولم يخرجوه.

وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد له غريب عن خالد بن سعيد [بن] (٤) أبي مريم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين" (٥) وهذا الحديث في رفعه نظر، وأحسن أحواله الوقف.

وهكذا روى الإمام سعيد بن منصور في سننه عن هشيم بن بشير، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: من قرأ سوة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. هكذا وقع موقوفًا (٦)، وكذا رواه الثوري، عن أبي هاشم به من حديث أبي سعيد الخدري وقد أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي بكر محمد بن المؤمل، حدثنا الفضيل بن محمد الشعراني، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا هشيم، حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد، عن النبي أنه قال: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين" ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه (٧). وهكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه عن الحاكم، ثم قال البيهقي: ورواه يحيى بن كثير، عن شعبة، عن أبي هاشم بإسناده أن النبي قال: "من قرأ سورة الكهف كما نزلت، كانت له نورًا يوم القيامة" (٨). وفي المختارة للحافظ الضياء المقدسي من حديث عبد الله بن مصعب، عن منظور بن زيد بن خالد الجهني، عن علي بن الحسين، عن


(١) صحيح مسلم، الحديث السابق والسنن الكبرى للنسائي، كتاب عمل اليوم والليلة (ح ١٠٧٨٦).
(٢) المصدر السابق (ح ١٠٧٨٤).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وضعف سنده محققوه (المسند ٢٤/ ٣٩٠ ح ١٥٦٢٦).
(٤) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحِّف إلى: "عن".
(٥) ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمة محمد بن خالد الختلي مسندًا ونقل عن ابن الجوزي أنه كذبوه، وعن ابن منده: صاحب مناكير (لسان الميزان ٥/ ١٥١) ولهذا وصفه الحافظ ابن كثير بالغرابة، والراجح وقفه كما قرر الشيخ الألباني وأن له حكم الرفع (إرواء الغليل ٣/ ٩٤)، وقال المنذري: رواه ابن مردويه بإسناد لا بأس به (الترغيب ١/ ٥١٣)، والصحيح وقفه.
(٦) سنده صحيح وهذا الموقوف هو الراجح، وقد رجح ذلك البيهقي (الجامع لشعب الايمان ح ٢٤٤٦).
(٧) أخرجه الحاكم بسنده ومتنه وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: نعيم ذو مناكير (المستدرك ٢/ ٣٦٨).
(٨) السنن الكبرى ٣/ ٢٤٩.