للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا عمرو بن ثابت، عن علي بن الأقمر، عن الأغر أبي مسلم وهو: الكوفي أن رسول الله مرَّ برجل يقرأ سورة الكهف، فلما رأى النبي سكت، فقال النبي : "هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم"، هكذا رواه أبو أحمد عن عمرو بن ثابت، عن علي بن الأقمر، عن الأغر مرسلًا.

وحدثنا يحيى بن المعلى، عن المنصور، حدثنا محمد بن الصلت، حدثنا عمرو بن ثابت، عن علي بن الأقمر، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: جاء رسول الله ورجل يقرأ سورة الحجر، أو سورة الكهف، فسكت، فقال رسول الله : "هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم" (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ميمون [المرئي] (٢)، حدثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله قال: "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم منادٍ من السماء: أن قوموا مغفورًا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات" (٣). تفرد به أحمد .

وقال الطبراني: حدثنا إسماعيل بن الحسن، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت على رسول الله وهو في بعض أبياته ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾ الآية، فخرج يتلمسهم، فوجد قومًا يذكرون الله تعالى، منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم وقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر نفسي معهم" (٤) عبد الرحمن هذا، ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة. وأما أبوه فمن سادات الصحابة .

وقوله: ﴿وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم (٥). يعني: تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة، ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾ أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا، ﴿وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع، ولا تكن مطيعًا ولا محبًا لطريقته، ولا تغبطه بما هو فيه، كما قال: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١)[طه].


(١) أخرجه البزار متصلًا ومرسلًا كما في كشف الأستار (ح ٢٣٢٥، ٢٣٢٦)، قال الهيثمي وفيه عمرو بن ثابت وهو متروك (مجمع الزوائد ٧/ ١٦٧).
(٢) كذا في المسند، وفي الأصل (ح) و (حم): "المراي".
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وقال محققوه: صحيح لغيره (المسند ١٩/ ٤٣٧ ح ١٢٤٥٣).
(٤) أخرجه الطبري من طريق ابن وهب به. وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٧/ ٢٤)، ولكن سنده مرسل لأن عبد الرحمن تابعي وليس بصحابي، فقد أخرجه ابن منده وأبو نعيم في الصحابة، واستدرك ابن الأثير بقوله: "ولا يصح وإنما لصحبة لأبيه ولأخيه أبي أُمامة وله رؤية" (أسد الغابة ٣/ ٣٥٣).
(٥) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق ابن جريج عن ابن عباس، ويتقوى بما أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بنحوه.