للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخمس (١).

وقال عطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير، عن ابن عباس: الباقيات الصالحات سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (٢)، وهكذا سئل أمير المؤمنين عثمان بن عفان عن الباقيات الصالحات ما هي؟ فقال: هي لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رواه الإمام أحمد، حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة، حدثنا أبو عقيل أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان يقول: جلس عثمان يومًا وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء أظنه سيكون فيه مد، فتوضأ ثم قال: رأيت رسول الله يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: "من توضأ وضوئي هذا، ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين الصبح. ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين الظهر، ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين المغرب، ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى صلاة الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهي الحسنات يذهبن السيئات" قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات الصالحات يا عثمان؟ قال: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (٣). تفرد به.

وروى مالك عن عمارة بن عبد الله بن صياد، عن سعيد بن المسيب قال: الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله (٤).

وقال محمد بن عجلان، عن عمارة قال: سألني سعيد بن المسيب عن الباقيات الصالحات، فقلت: الصلاة والصيام، فقال: لم تصب، فقلت: الزكاة والحج، فقال: لم تصب، ولكنهنَّ الكلمات الخمس: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله (٥).

وقال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن نافع بن سرجس أنه أخبره أنه سأل ابن عمر عن الباقيات الصالحات. قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، [وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال ابن جريج: وقال عطاء بن أبي رباح مثل ذلك (٦).

وقال مجاهد: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله


(١) قول ابن عباس أخرجه الطبري بسندين يقوي أحدهما الآخر، وقول سعيد بن جبير أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عبد الله بن مسلم بن هرمز عنه، وعبد الله بن مسلم بن هرمز ضعيف كما في التقريب.
(٢) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق عبد الملك العرزمي عن عطاء به، وأخرجه من طريق عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير به، وقد توبع عبد الله بن مسلم بواسطة عبد الملك العرزمي.
(٣) تقدم تخريجه وصحته في تفسير سورة هود آية ١١٤.
(٤) أخرجه الإمام مالك بسنده ومتنه (الموطأ، القرآن، باب ما جاء في ذكر الله ١/ ٢١٠ ح ٢٣) وسنده صحيح.
(٥) أخرجه الطبري من طريق ابن عجلان به، ويشهد له سابقه.
(٦) أخرجه الطبري من طريق ابن جريج به وسنده جيد.