للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن يزيد عن العوام، حدثني رجل من الأنصار من آل النعمان بن بشير، عن النعمان بن بشير قال: خرج علينا رسول الله ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء، فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شيء، ثم قال: "أما إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه. ألا وإن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هن الباقيات الصالحات" (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا أبان، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن مولى لرسول الله أن رسول الله قال: "بخٍ بخٍ (٢) لخمس ما أثقلهنَّ في الميزان: لا إله إلا الله والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده - قال -: بخٍ بخٍ لخمس من لقي الله مستيقنًا بهن دخل الجنة: يؤمن بالله واليوم الآخر، وبالجنة والنار، وبالبعث بعد الموت، وبالحساب" (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا روح، حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية، قال: كان شداد بن أوس في سفر، فنزل منزلًا فقال لغلامه: ائتنا بالشفرة نعبث بها، فأنكرت عليه، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها وأزمها غير كلمتي هذه، فلا تحفظوها علي واحفظوا ما أقول لكم: سمعت رسول الله يقول: "إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا أنتم هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، وأسألك لسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب". ثم رواه أيضًا النسائي من وجه آخر عن شداد بنحوه (٤).

وقال الطبراني: حدثنا عبد الله بن ناجية، حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثني أبي، حدثنا عمي الحسين، عن يونس بن نفيع الجدلي، عن سعد بن جنادة قال: كنت في أول من أتى النبي من أهل الطائف، فخرجت من أهلي من السراة غدوة، فأتيت منى عند العصر، فتصاعدت في الجبل: ثم هبطت فأتيت النبي ، فأسلمت وعلمني ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ وعلمني هؤلاء الكلمات: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقال: "هن الباقيات الصالحات" (٥).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ٢٦٧، ٢٦٨)، وفي سنده إبهام شيخ العوام، ويشهد لآخره الروايات السابقة.
(٢) بخ بخ: يقال عند المدح والرضا بالشيء، ويكرر للمبالغة.
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه وقال محققوه: حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، والمولى الذي لم يسمَّ هو أبو سلمى راعي رسول الله (المسند ٢٤/ ٤٣٠ ح ١٥٦٦٢)، وهذا التصحيح بالشواهد والمتابعات.
(٤) تقدم تخريجه وبيان غريبه في تفسير سورة التوبة آية ٣٥.
(٥) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ٦/ ٥١ ح ٥٤٨٣)، قال الهيثمي: وفيه الحسين بن الحسن العوفي وهو ضعيف. (مجمع الزوائد ٧/ ١٦٩)، والروايات السابقة تشهد لآخره.