للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شعبتين، يدفع به الدفع فيصرع به في النار سبعمائة ألف (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أُم مبشر، عن حفصة قالت: قال رسول الله : "إني لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدرًا والحديبية" قالت: فقلت: أليس الله يقول: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾؟ قالت: فسمعته يقول: " ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾ " (٢).

وقال أحمد أيضًا: حدثنا ابن إدريس، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أُم مبشر امرأة زيد بن حارثة قالت: كان رسول الله في بيت حفصة فقال: "لا يدخل النار أحد شهد بدرًا والحديبية" قالت حفصة: أليس الله يقول: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾؟ فقال رسول الله : ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ (٣).

وفي الصحيحين من حديث الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلا تحِلَّة القسم (٤) " (٥).

وقال عبد الرزاق: قال معمر: أخبرني الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة: أن النبي قال: "من مات له ثلاثة لم تمسه النار إلا تحلّة القسم" يعني: الورود (٦).

وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا زمعة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم" قال الزهري: كأنه يريد هذه الآية ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١)(٧).

وقال ابن جرير: حدثني عمران بن بكار الكلاعي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله يعود رجلًا من أصحابه وعك وأنا معه ثم قال: "إن الله تعالى يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة" (٨)، غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه.


(١) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه ابن المبارك (الزهد ٤٠٥)، وأبو عبيد (في غريب الحديث ٤/ ٣٤٦) كلاهما من طريق الجريري به، وسنده مرسل.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٢٨٥) وسنده صحيح، وأخرجه مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر به (الصحيح، فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة ح ٢٤٩٦).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٣٦٢)، وسنده صحيح.
(٤) تحلة القسم: وهو أن يباشر من الفعل الذي يُقسِم عليه المقدارَ الذي يُبِرُّ به قسمه، مثل أن يحلف على النزول بمكان، فلو وقع به وقعة خفيفة أجزأته .. فالمعنى: لا تمسه النار إلا مسّة يسيرة مثل تحلة قسم الحالف (النهاية ١/ ٤٣٠).
(٥) صحيح البخاري، الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ [الأنعام: ١٠٩] (ح ٦٦٥٦)، وصحيح مسلم، البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (ح ٢٦٣٢).
(٦) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٧) أخرجه الطيالسي بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف زمعة كما في التقريب، ولكنه توبع في الروايات السابقة فيكون حسنًا لغيره.
(٨) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه الإمام أحمد من طريق عبد الرحمن بن يزيد به، وقال محققوه: =