للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن جرير: حدثني [بن المثنى] (١)، حدثنا ابن مهدي، عن شعبة، عن إسماعيل، عن رجل، عن أبي هريرة ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)﴾ قال: على الإبل (٢).

وقال ابن جريج: على النجائب (٣).

وقال الثوري: على الإبل النوق (٤).

وقال قتادة: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)﴾ قال: إلى الجنة (٥).

وقال عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه: حدثنا سويد بن سعيد، أخبرنا علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، حدثنا النعمان بن سعد، قال: كنا جلوسًا عند علي ، فقرأ هذه الآية: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)﴾ قال: لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم ولكن بنوق لم يرَ الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة (٦). وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث عبد الرحمن بن إسحاق المدني به. وزاد عليها: رحائل من ذهب وأزمتها الزبرجد .. والباقي مثله (٧).

وروى ابن أبي حاتم ههنا حديثًا غريبًا جدًا مرفوعًا عن علي، فقال: حدثنا أبي، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا مسلمة بن جعفر البجلي: سمعت أبا معاذ البصري قال: إن عليًا كان ذات يوم عند رسول الله ، فقرأ هذه الآية ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)﴾ فقال: ما أظن الوفد إلا الركب يا رسول الله؟ فقال النبي : "والذي نفسي بيده، إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون أو يؤتون بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب، شُرُك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مد البصر، فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان، فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس، ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدًا، وتجري عليهم نضرة النعيم فينتهون أو فيأتون باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة، فيسمع لها طَنين [يا علي]، (٨)، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل، فتبعث قيمها فيفتح له، فإذا رآه خرّ له - قال مسلمة: أراه قال: ساجدًا - فيقول: ارفع رأسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك، فيتبعه، ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة، فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه، ثم تقول: أنت حبي وأنا حبك، وأنا الخالدة التي لا أموت، وأنا


(١) كذا في (ح) و (حم) وتفسير الطبري، وفي الأصل: "مثنى".
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة ولكنه يتقوى برواية الشيخين فقد أخرجاه عن أبي هريرة بنحوه (صحيح البخاري، الرقاق، باب الحشر ح ٦٥٢٢، وصحيح مسلم، الجنة، باب فناء الدنيا وبيان الحشر ح ٢٨٦١).
(٣) أخرجه الطبري بسند ضعيف عن ابن جريج ويشهد له ما سبق.
(٤) أخرجه الطبري بسند ضعيف عن سفيان الثوري ويشهد له ما سبق.
(٥) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(٦) أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد بسنده ومتنه في زوائده على المسند، وضعفه محققوه لضعف عبد الرحمن بن إسحاق وجهالة النعمان بن سعد (المسند ٢/ ٤٤٧ ح ١٣٣٣).
(٧) أخرجه الطبري من طريق عبد الرحمن بن إسحاق به، وسنده ضعيف كسابقه.
(٨) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل: "على".