للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ترضي الله ﷿ لمتابعتها الشريعة المحمدية، يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبة ومودة، وهذا أمر لا بدَّ منه ولا محيد عنه، وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله من غير وجه، قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، قال: ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، قال: فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإن الله إذا أبغض عبدًا دعا جبريل فقال: يا جبريل إني أبغض فلانًا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه، قال: فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض" (١). ورواه مسلم من حديث سهيل (٢)، ورواه أحمد والبخاري من حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة، عن نافع مولى ابن عمر، عن أبي هريرة ، عن النبي بنحوه (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ميمون أبو محمد المرئي، حدثنا محمد بن عباد المخزومي، عن ثوبان ، عن النبي قال: "إن العبد ليلتمس مرضاة الله ﷿، فلا يزال كذلك فيقول الله ﷿ لجبريل: إن فلانًا عبدي يلتمس أن يرضيني، ألا وإن رحمتي عليه، فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، ويقولها حملة العرش، ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض" (٤) غريب. ولم يخرجوه من هذا الوجه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن محمد بن سعد الواسطي، عن أبي ظبية، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله : "إن المقة من الله - قال شريك: هي المحبة - والصيت في السماء، فإذا أحبَّ الله عبدًا قال لجبريل : إني أحبُ فلانًا، فينادي جبريل: إن ربكم يمق - يعني يحب - فلانًا فأحبوه - أرى شريكًا قد قال: فتنزل له المحبة في الأرض - وإذا أبغض عبدًا قال لجبريل: إني أبغض فلانًا فأبغضه، قال: فينادي جبريل: إن ربكم يبغض فلانًا فأبغضوه - أرى شريكًا قال:- فيجري له البغض في الأرض" (٥) غريب، ولم يخرجوه.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو داود الحفري، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - وهو [الدراوردي] (٦)، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي قال: "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانًا فأحبه، فينادي في السماء، ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ


(١) أخرجه الإمام أحمد، وصححه سنده محققوه (المسند ١٤/ ١٩٦ ح ٨٥٠٠).
(٢) صحيح مسلم، البر والصلة، باب إذا أحب الله عبده حببه إلى عباده (ح ٢٦٣٧).
(٣) المسند ٢/ ٥١٤، وصحيح البخاري، بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (ح ٣٢٠٨).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده بنحوه، وحسّن سنده محققوه (المسند ٣٧/ ٨٧ ح ٢٢٤٠١)، وأخرجه الطبراني من طريق ميمون به (المعجم الأوسط ٨/ ٢٠٦ ح ٢٩٧٦)، وقال الهيثمي: ورجاله ثقات (مجمع الزوائد ١٠/ ٢٠٢).
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وقال محققوه: صحيح لغيره (المسند ٣٦/ ٦٠٤ ح ٢٢٢٧٠).
(٦) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحفت إلى: "المرواوردي".