للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثنا (١) يزيد عن (وقاء) (٢) بن إياس، عن سعيد بن جبير؛ قال: قال عمر بن الخطاب : من قرأ البقرة وآل عمران في ليلة كان -أو كتب- من القانتين.

فيه انقطاع، ولكن ثبت في "الصحيحين" (٣) أن رسول الله قرأ بهما في ركعة واحدة.

ذكر ما ورد في فضل السبع الطول:

قال أبو عبيد (٤): حدثنا هشام بن إسماعيل الدمشقي، عن محمد بن شعيب، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي ؛ قال: "أعطيت السبع الطِّوَل مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل".

هذا حديث غريب (٥). وسعيد بن بشير فيه لين.


(١) أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" (ص ١٢٧).
وأخرجه سعيد بن منصور في "تفسيره" (٤٨٥) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٢٠١) من طريق مروان بن معاوية قال: نا وقاء بن إياس الأسدي، قال: سمعني سعيد بن جبير ليلة وأنا أقرأ البقرة وآل عمران والنساء، قال: ألم أسمعك قرأت البارحة البقرة والنساء وآل عمران؟ قلت: بلى قال: فلا تفعل، عليك بآل حم والمفصل، فقد قال عمر بن الخطاب : من قرأ البقرة والنساء وآل عمران كتب عند الله من الحكماء. وسنده ضعيف ومنقطع. ووقاء بن إياس مشاه أبو حاتم وابن عدي وضعفه يحيى القطان وأحمد والنسائي والساجي وغيرهم. وسعيد بن جبير لم يدرك عمر. والله أعلم واختصر البيهقي المحاورة التي بين وقاء وسعيد بن جبير.
(٢) كذا في (ع) و (ن) و (هـ) و (ي) ووقع في (ح) و (ز) و (ك) و (ل): "ورقاء" وهو خطأ.
(٣) كذا قال! وعزوه للبخاري وهم، فقد انفرد به مسلم، وتقدم تخريجه، ولله الحمد.
(٤) في "فضائل القرآن" (ص ١٢٠).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (ج ١٧/ رقم ١٨٧) من طريق هشام بن عمار، ثنا محمد بن شعيب بن شابور بسنده سواء؛ وأخرجه الطبري في "تفسيره" (١٢٦)؛ والبيهقي في "الشعب" (٢٢٥٦) من طريقين آخرين عن سعيد بن بشير بسنده سواء.
وهذا سند واهٍ، وسعيد بن بشير واه في قتادة، ومن ثم استغربه المصنف وكان الأولى أن يورد رواية عمران بن داور القطان، عن قتادة بسنده مثله، فإنها أقوى من رواية سعيد بن بشير. ورواية عمران هذه أخرجها أحمد (٤/ ١٠٧)؛ وابن جرير في "تفسيره" (١٢٦)؛ والطحاوي في "المشكل" (٢/ ١٥٤)؛ والبيهقى في "الشعب" (٢١٩٢)؛ وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (٥٥٧) من طريق الطيالسي، وهو في "مسنده" (١٠١٢) قال: حدثنا عمران بن داور فذكره. وتوبع الطيالسي.
تابعه عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا عمران بن داور بسنده سواء.
أخرجه الطبراني في "الكسر" (ج ٢٢/ رقم ١٨٦)؛ والبيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٢٥٥).
وصحح إسناده الشيخ العلامة أبو الأشبال أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري" (١/ ١٠٠) وفيه تساهل، لأن عمران بن داور مختلف فيه فقد ضعفه ابن معين والنسائي وأبو داود والعقيلي وغيرهم ووثقه ابن حبان ومشاه أحمد وابن عدي وغيرهما.
وعزاه شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني، حفظه الله، في "الصحيحة" (١٤٨٠)؛ لابن منده في "المعرفة" (٢/ ٢٠٦/ ٢) وقال: "وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران القطان فهو حسن الحديث للخلاف المعروف فيه".
(٥) تعقبه الشيخ أبو الأشبال في تعليقه على "تفسير الطبري" (١/ ١٠٠) بقوله: "وهو تعليل غير محرر! فإن سعيد بن بشير لم يتفرد به كما هو ظاهر". اهـ.