للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النبات في اختلاف ألوانها وطعومه وروائحها وأشكالها ومنافعها، ولهذا قال تعالى: ﴿وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ أي: حسن المنظر طيب الريح.

وقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ أي: الخالق المدبر الفعال لما يشاء ﴿وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى﴾ أي: كما أحيا الأرض الميتة وأنبت منها هذه الأنواع ﴿إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: ٣٩]، ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)[يس].

﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾ أي: كائنة لا شك فيها ولا مرية، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ أي: يعيدهم بعدما صاروا في قبورهم رممًا ويوجدهم بعد العدم، كما قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠)[يس]، والآيات في هذه كثيرة.

وقال الإمام أحمد: حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين العقيلي، واسمه: لَقيط بن عامر: أنه قال: يا رسول الله أكلُّنا يرى ربه ﷿ يوم القيامة، وما آية ذلك في خلقه؟ فقال رسول الله : "أليس كلكم ينظر إلى القمر مخليًا به؟ " قلنا: بلى، قال: "فالله أعظم" قال: قلت: يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى، وما آية ذلك في خلقه؟ قال: "أما مررت بوادي أهلك محلًا؟ " قال: بلى. قال: "ثم مررت به يهتز خضرًا؟ " قال: بلى. قال: "فكذلك يحيي الله الموتى وذلك آيته في خلقه" (١). ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث حماد بن سلمة به (٢).

ثم رواه الإمام أحمد أيضًا: حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي قال: أتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ قال: "أمررت بأرض من أرض قومك مجدبة، ثم مررت بها مخصبة؟ " قال: نعم. قال: "كذلك النشور" (٣)، والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا [عبيس بن مرحوم، حدثنا بكير بن أبي السمط] (٤)، عن قتادة، عن أبي الحجاج، عن معاذ بن جبل قال: من علم أن الله هو الحق المبين، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، دخل الجنة (٥).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وقال محققوه: حديث حسن لغيره (المسند ٢٦/ ١٠٠ ح ١٦١٨٢)، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ١٥٠).
(٢) سنن أبي داود، السنة، باب في الرؤيا (ح ٤٧٣١)، وسنن ابن ماجه، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (ح ١٨٠).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه مطولًا، وقال محققوه: حديث حسن لغيره (المسند ٢٦/ ١١٣ - ١١٥ ح ١٦١٩٤).
(٤) كذا في الجرح والتعديل (٧/ ٣٤) إذ قال ابن أبي حاتم: روى عن بكير بن أبي السمط .. روى عنه أبي وسئل عنه فقال: ثقة، وفي الأصل: "عنبس بن مرحوم عن بكير بن السميط".
(٥) في سنده أبو الحجاج، ولم يصرح قتادة باسمه، وهو مدلس من مدلسي المرتبة الثالثة.