للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشحم والأمعاء، قاله ابن عباس (١) ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم، وكذلك تذوب جلودهم، وقال ابن عباس وسعيد: تساقط (٢).

وقال ابن جرير: حدثني محمد بن المثنى، حدثني إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني، حدثنا ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن ابن حُجيرة، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه، وهو [الصَّهُر] (٣)، ثم يعاد كما كان" (٤)، ورواه الترمذي من حديث ابن المبارك وقال: حسن صحيح (٥)، وهكذا رواه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن أبي نعيم، عن ابن المبارك به (٦). ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت عبد الله بن السري قال: يأتيه الملك يحمل الإناء بكلبتين من حرارته، فإذا أدناه من وجهه تكرهه، قال: فيرفع مقمعة معه فيضرب بها رأسه فيفرغ دماغه، ثم يفرغ الإناء من دماغه فيصل إلى جوفه من دماغه، فذلك قوله: ﴿يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠)(٧).

وقوله: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)﴾ قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله قال: "لو أن مقمعًا من حديد وضع في الأرض، فاجتمع له الثقلان ما أقلَّوه (٨) من الأرض" (٩).

وقال الإمام أحمد: حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "لو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت، ثم، عاد كما كان، ولو أن دلوًا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا" (١٠).

وقال ابن عباس في قوله: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)﴾ قال: يضربون بها، فيقع كل عضو على حياله فيدعون بالثبور (١١).

وقوله: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا﴾ قال الأعمش، عن أبي ظبيان، عن سلمان قال: النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها، ثم قرأ ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا


(١) نسبه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف عن سعيد بن جبير، كسابقه.
(٣) كذا في (ح) و (حم) وتفسير الطبري، وفي الأصل صحفت إلى: "الضير".
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه أيضًا من طريق يعمر بن بشر عن عبد الله بن المبارك به، وفي كليهما أبو السمح وهو دراج بن سمعان القرشي، وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم من طريق ابن المبارك به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٨٧).
(٥) السنن، صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (ح ٢٥٨٢).
(٦) سنده ضعيف كسابقه.
(٧) سنده ضعيف؛ لأنه معضل.
(٨) أي: ما رفعوه.
(٩) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وضعف سنده محققوه (المسند ١٧/ ٣٣٤ ح ١١٢٣٣).
(١٠) المسند ٣/ ٨٣، وسنده كسابقه.
(١١) أخرجه الطبري عن سعيد بن جبير، وليس عن ابن عباس، وفيه ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي: ضعيف، وكذلك عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد عن سعيد بن جبير.