للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال شعبة، عن السدي: بلغني أن ابن عباس قال: ﴿الم (١)﴾ اسم من أسماء الله (تعالى) (١) الأعظم؛ هكذا رواه ابن أبي حاتم (٢)، من حديث شعبة.

ورواه ابن جرير (٣)، عن بندار، عن ابن مهدي، عن شعبة؛ قال: سألت السدي عن ﴿حم (١)[غافر: ١] و ﴿طس﴾ [النمل: ١] و ﴿الم (١)﴾ فقال: قال ابن عَبَّاس: هي اسم الله الأعظم.

وقال ابن جرير (٤): وحدثنا محمد بن المثنى، حَدَّثَنَا أبو النعمان، حَدَّثَنَا شعبة، عن إسماعيل السدي، عن مرة الهمداني؛ قال: قال عبد الله … فذكر نحوه.

[وَحُكِىَ مثله عن علي، وابن عباس] (٥).

وقال علي بن أبي طلحة (٦)، عن ابن عباس: هو قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله تعالى.


(١) زيادة من (ج) و (ل) و (هـ).
(٢) في "تفسيره" (٤٤) من طريق يحيى بن عباد، عن شعبة. [وسنده ضعيف لأن السدي رواه بلاغًا].
(٣) في "تفسيره" (٢٣٣) قال: حَدَّثَنَا محمد بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة. فقول ابن كثير: "رواه ابن جرير عن بندار" سبق قلم، و"بندار" لقب لمحمد بن بشار، وهو من شيوخ الطبري أيضًا، وإنما رواه الطبري عن محمد بن المثنى، لا عن محمد بن بشار إلا أن يكون التصحيف وقع في "تفسير الطبري" والله أعلم، ثم ابن مهدي أثبت في شعبة من يحيى بن عباد الضبعي، ولكن رواية ابن مهدي تؤول إلى رواية يحيى بن عباد، فإنه يبعد سماع السدي من ابن عباس، إنما يروى عنه بواسطة، وليس له عن ابن عباس في الكتب الستة ولا في مسند أحمد غير حديث واحد رواه أبو داود (٣٠٤١) في "كتاب الخراج"، فعلق عليه المنذري في "تهذيب سننن أبي داود" (٤/ ٢٥١) بقوله: "في سماع السدي من عبد الله بن عباس نظر، وإنما قيل: إنه رآه، ورأى ابن عمر، وسمع من أنس بن مالك ". اهـ.
(٤) في "تفسيره" (٢٣٤).
(٥) ساقط من (ز).
(٦) أخرجه ابن جرير (٢٣٦) من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة وهذه الصحيفة عن ابن عباس، والتي يرويها علي بن أبي طلحة في ثبوتها اختلاف بين أهل العلم، لأنهم أجمعوا على أن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، ولم يره. صرّح بذلك دحيم وأبو حاتم الرازي، كما في "المراسيل" (ص ١٤٠)؛ وابن معين، كما في سؤالات يزيد بن الهيثم، رقم (٢٦٠)؛ وابن حبان في "الثقات" (٧/ ٢١١)؛ والخطيب في "الموضح" (١/ ٣٥٥)، ونقل الإجماع أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (ص ٣٩٤) وتبعهم في ذلك الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٥١)؛ والشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري" (٢/ ٥٢٧، ٥٢٨؛ و ٣/ ٢٢٣ و ٧/ ٥٣٨)، وشيخنا الألباني في "الصحيحة" (١٥٧٥).
بينما يقول السيوطي في "الإتقان" (٢/ ٥): "وطريق علي بن أبى طلحة عن ابن عباس من أصح الطرق عنه". وعليها اعتمد البخاري في "صحيحه". اهـ. وأومأ الحافظ ابن حجر إلى ثبوتها فقال في "الفتح" (٨/ ٤٣٨، ٤٣٩): "وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وهي عند البخاري، عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في "صحيحه" فيما يعلقه عن ابن عباس". وقد أسند أبو جعفر النحاس في "معاني القرآن" عن أحمد بن حنبل قال: "إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدًا، ما كان كثيرًا" وليس قول أحمد صريحًا في ثبوتها، ما فيها إلا الإيماء، وإنما صححها من قبلها من العلماء على اعتبار أن عليًا يرويها عن مجاهد، فقد ذكر المزي في "التهذيب" (٢٠/ ٤٩٠) رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ثم قال: "مرسل بينهما مجاهد"، ولو ثبت عندنا أن الواسطة مجاهد لحكمنا بقوة هذا الإسناد، وقال السيوطي =