للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عَبَّاسٍ: أولئك الذين فازوا بما طلبوا، ونجوا من شر ما منه هربوا (١).

﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ أي: ثقلت سيئاته على حسناته ﴿فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ أي: خابوا وهلكوا وفازوا بالصفقة الخاسرة.

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي الحارث، حَدَّثَنَا داود بن المحبر، حَدَّثَنَا صالح المري، عن ثابت البناني وجعفر بن زيد ومنصور بن زاذان، عن أنس بن مالك يرفعه قال: إن لله ملكًا موكلًا بالميزان، فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان، فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمعه الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدًا، وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدًا. إسناده ضعيف فإن داود بن المحبر: ضعيف متروك (٢)، ولهذا قال تعالى: ﴿فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾ أي: ماكثون فيها دائمون مقيمون فلا يظعنون

﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾، كما قال تعالى: ﴿وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ [إبراهيم: ٥٠] وقال تعالى: ﴿لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٣٩)[الأنبياء].

وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا فروة بن أبي [المغراء] (٣)، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ قال: "إن جهنم لما سيق لها أهلها تلقاهم لهبها، ثم تلفحهم لفحة (٤) فلم يبق لهم لحم إلا سقط على العرقوب" (٥).

وقال ابن مردويه: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن يحيى القزاز، حَدَّثَنَا الخضر بن علي بن يونس القطان، حَدَّثَنَا عمر بن أبي الحارث بن الخضر القطان، حَدَّثَنَا سعد بن سعيد المقبري، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله في قول اللَّه تعالى: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ قال: "تلفحهم لفحة تسيل لحومهم على أعقابهم" (٦).

وقوله تعالى: ﴿وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: يعني عابسون (٧).

وقال الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه بن مسعود ﴿وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ قال: ألم ترَ إلى الرأس المشيط الذي قد بدا أسنانه وقلصت شفتاه (٨).

وقال الإمام أحمد: أخبرنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد اللَّه -هو: ابن المبارك


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة البقرة آية ٥.
(٢) سنده ضعيف جدًا؛ لأن داود بن المحبر: متروك، كما قرر الحافظ ابن كثير.
(٣) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: "الغرا".
(٤) لفح النار: حرها ووهجها (النهاية ٤/ ٢٦٠).
(٥) أخرجه الطبراني من طريق محمد بن سليمان الأصبهاني به (المعجم الأوسط ح ٢٨٠)، وقال الهيثمي: فيه محمد بن سليمان الأصبهاني، وهو ضعيف (مجمع الزوائد ١٠/ ٣٩٣).
(٦) سنده ضعيف؛ لأن سعد بن سعيد المقبري: لين الحديث (التقريب ص ٢٣١).
(٧) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي به.
(٨) أخرجه الطبري والحاكم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٩٥).