للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[﴿بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)﴾ حالًا؛ أي: في حال كونهم غيبًا عن الناس] (١).

وأما الغيب المراد هاهنا فقد اختلفت عبارات السلف فيه؛ وكلها صحيحة ترجع إلى أن الجميع مراد: قال أبو جعفر (٢) الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ قال: يؤمنون باللّه وملائكته، وكتبه ورسله واليوم الآخر، وجنته وناره، ولقائه؛ ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث، فهذا غيب كله.

وكذا قال قتادة (٣) بن دعامة.

وقال السدي (٤)، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس؛ وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود؛ وعن ناس من أصحاب النَّبِيِّ : أما الغيب: فما غاب عن العباد من أمر الجنة وأمر النار، وما ذكر في القرآن.

وقال محمد بن (٥) إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير،

عن ابن عباس: ﴿بِالْغَيْبِ﴾ - قال: بما جاء منه -؛ يعنى: من الله تعالى.

وقال سفيان (٦) الثوري، عن عاصم، عن زر؛ قال: الغيب: القرآن.

وقال عطاء بن (٧) أبي رباح: من آمن باللّه فقد آمن بالغيب.

وقال إسماعيل (٨) بن أبي خالد: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾، قال: بغيب الإسلام.

وقال زيد بن (٩) أسلم: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾، قال: بالقدر؛ فكل هذه متقاربة في معنًى واحد؛ لأن جميع هذه المذكورات من الغيب الذي يجب الإيمان به.

وقال سعيد بن منصور (١٠): حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن (يزيد) (١١)؛ قال: كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسًا، فذكرنا أصحاب النَّبِيّ


(١) ساقط من (ز).
(٢) أخرجه ابن جرير (٢٧٦)؛ وابن أبي حاتم (٦٧) من طريقين عن أبي جعفر الرازي. وسنده حسن. [وقال الحافظ ابن حجر: سنده جيد. ينظر مقدمة التفسير الصحيح].
(٣) أخرجه ابن جرير (٢٧٥) وسنده صحيح.
(٤) أخرجه ابن جرير (٢٧٣). [وسنده ضعيف].
(٥) أخرجه ابن جرير (٢٧٢) وسنده [حسن].
(٦) أخرجه ابن جرير (٢٧٤)؛ وابن أبي حاتم (٦٩) من طريق أبي أحمد الزبيري، ثنا سفيان. وسنده صحيح.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٧٠) بسند قوي.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٧١). [بسند صحيح من طريق إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد].
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٧٢) بسند ضعيف، فيه عبد الله بن جعفر السعدي.
(١٠) في "تفسيره" (١٨٠).
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦٦)؛ وابن منده في "الإيمان" (٢٠٩)؛ والحاكم (٢/ ٢٦٠) من طرق عن الأعمش به قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي وهو كما قالا. [وصحح سنده الحافظ ابن حجر في الكافي الشافي ص ٤، ٥ (ح ٢٢)].
(١١) في (ك): "زيد" وهو خطأ.