للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال النسائي: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف [عن] (١) سلمة بن قيس قال: قال رسول الله في حجة الوداع: "ألا إنما هي أربع" فما أنا بأشح عليهنَّ مني منذ سمعتهنَّ من رسول الله : "لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا" (٢).

وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن المديني ، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، حدثنا محمد بن سعد الأنصاري، سمعت أبا طيبة الكلاعي، سمعت المقداد بن الأسود يقول: قال رسول الله لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟ " قالوا: حرمه الله ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة، فقال رسول الله لأصحابه: "لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره". قال: "فما تقولون في السرقة؟ " قالوا: حرمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: "لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره" (٣).

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا عمار بن نصر، حدثنا بَقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن الهيثم بن مالك الطائي، عن النبي قال: "ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له" (٤).

وقال ابن جريج: أخبرني يعلى، عن سعيد بن جبير أنه سمع ابن عباس يحدث أن ناسًا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمدًا فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ الآية، ونزلت ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ (٥) الآية [الزمر: ٥٣].

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي فاختة قال: قال رسول الله لرجل: "إن الله ينهاك أن تعبد المخلوق وتدع الخالق، وينهاك أن تقتل ولدك وتغذو كلبك، وينهاك أن تزني بحليلة جارك". قال سفيان: وهو قوله: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَر﴾ الآية (٦).

وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال: ﴿أَثَامًا﴾ وادٍ في جهنم (٧).

وقال عكرمة ﴿يَلْقَ أَثَامًا﴾ أودية في جهنم يعذب فيها الزناة (٨). وكذا روي عن سعيد بن جبير ومجاهد (٩).


(١) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: (بن).
(٢) تقدم تخريجه في تفسير سورة النساء آية ٣١.
(٣) تقدم تخريجه في تفسير سورة النساء آية ٣٦.
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا بسنده ومتنه (الورع ح ١٣٧)، وسنده ضعيف لضعف ابن أبي مريم وإرساله الهيثم.
(٥) أخرجه مسلم من طريق ابن جريج به (الصحيح، الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله ح ١٩٣).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده مرسل لأن أبا فاختة تابعي، وأخرجه البستي من طريق ابن أبي عمر العدني به.
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي أيوب السختياني عن عبد الله بن عمرو.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن من طريق الحسين بن يزيد النحوي عن عكرمة.
(٩) ذكرهما ابن أبي حاتم بحذف السند، وقول مجاهد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه.