للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحساب والميزان، وتؤمن بالقدر كله: خيره وشره" قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: "إذا فعلت ذلك فقد آمنت" قال: يا رسول الله حدثني ما الإحسان؟ قال رسول الله : "الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك" قال: يا رسول الله فحدثني متى الساعة؟ قال رسول الله : "- سبحان الله - في خمس لا يعلمهن إلا هو: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾ ولكن إن شئت حدثتك بمعالم لها دون ذلك، قال: أجل يا رسول الله، فحدثني، قال رسول الله : "إذا رأيت الأمة ولدت ربتها - أو ربها - ورأيت أصحاب الشاء يتطاولون في البنيان، ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس، فذلك من معالم الساعة وأشراطها" قال: يا رسول الله ومن أصحاب الشاء الحفاة الجياع العالة؟ قال: "العرب" (١). حديث غريب، ولم يخرجوه.

حديث رجل من بني عامر روى الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن رِبعي بن حراش، عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي فقال: أألج؟ فقال النبي لخادمة: "اخرجي إليه، فإنه لا يحسن الإستئذان، فقولي له فليقل: السلام عليكم، أأدخل؟ " قال: فسمعته يقول ذلك، فقلت: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن لي فدخلت، فقلت: بمَ أتيتنا به؟ قال: "لم آتكم إلا بخير، أتيتكم بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له، وأن تَدَعُوا اللات والعزى، وأن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات، وأن تصوموا من السنة شهرًا، وأن تحجوا البيت، وأن تأخذوا الزكاة من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم" قال: فقال فهل بقي من العلم شيء لا تعلمه؟ قال: "قد علّمني الله ﷿ خيرًا، وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله ﷿: الخمس ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾ " (٢)، وهذا إسناد صحيح.

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: جاء رجل من أهل البادية فقال: إن امرأتي حبلى، فأخبرني ما تلد، وبلادنا مجدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت، فأخبرني متى أموت فانزل الله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ إلى قوله: ﴿عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ قال مجاهد: وهي مفاتيح الغيب التي قال الله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ﴾ [الأنعام: ٥٩] رواه ابن أبي حاتم وابن جرير (٣).

وقال الشعبي، عن مسروق، عن عائشة أنها قالت: من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ (٤).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٥/ ٩٢ - ٩٥ ح ٢٩٢٤)، وحسنه محققوه.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٨/ ٢٠٦ ح ٢٣١٢٧)، قال محققوه صحيح لغيره. اهـ. وصحح سنده الحافظ ابن كثير.
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح به لكنه مرسل.
(٤) أخرجه الطبري بسند فيه ابن حميد، وهو محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف وفيه ذكر قوله تعالى: ﴿لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: ٦٥]، والشطر الأول في صحيح البخاري من طريق =