للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(حديث ابن مسعود ). قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: قال عبد الله: أُوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)(١). وكذا رواه عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة به. وزاد في آخره. قال: قلت له أنت سمعته من عبد الله؟ قال: نعم، أكثر من خمسين مرة (٢)، ورواه أيضًا عن وكيع، عن مسعر، عن عمرو بن مرة به (٣). وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن، ولم يخرجوه.

(حديث أبي هريرة) قال البخاري عن تفسير هذه الآية: حدثنا إسحاق، عن جرير، عن [أبي حيان] (٤)، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة أن رسول الله كان يومًا بارزًا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر" قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان" قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قالط: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ الآية"، ثم انصرف الرجل فقال: "ردوه عليَّ" فأخذوا ليردوه، فلم يروا شيئًا، فقال: "هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم" (٥). ورواه البخاري أيضًا في كتاب الإيمان (٦)، ومسلم عن طرق، عن أبي حيان به (٧). وقد تكلمنا عليه في أول شرح البخاري، وذكرنا ثم حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في ذلك بطوله، وهو من أفراد مسلم.

(حديث ابن عباس) قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الحميد، حدثنا [شهر] (٨)، حدثنا عبد الله بن عباس ، قال: جلس رسول الله مجلسًا فأتاه جبريل، فجلس بين يدي رسول الله واضعًا كفيه على ركبتي النبي فقال يا رسول الله: حدثني ما الإسلام؟ قال رسول الله : "الإسلام أن تسلم وجهك لله ﷿، وتشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله" قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: "إذا فعلت ذلك فقد أسلمت" قال: يا رسول الله، فحدثني ما الإيمان؟ قال: "الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر، والملائكة والكتاب والنبيين، وتؤمن بالموت وبالحياة بعد الموت، وتؤمن بالجنة والنار،


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ١٧٢ - ١٧٣ ح ٣٦٥٩)، وقال محققوه: صحيح لغيره، وهذا إسناد يحتمل التحسين.
(٢) (المسند ٧/ ٢٣٢ ح ٤١٦٧).
(٣) (المسند ٧/ ٢٨٦ ح ٤٢٥٣).
(٤) كذا في (ح) و (حم)، وصحيح البخاري، وفي الأصل صُحف إلى: "أبي حصان".
(٥) الصحيح، التفسير، باب ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان: ٣٤] (ح ٤٧٧٧).
(٦) باب سؤال جبريل النبي (ح ٥٠).
(٧) الصحيح، الإيمان (ح ٩).
(٨) كذا في (ح) و (حم) ومسند الإمام أحمد، وفي الأصل صُحف إلى: "بهز".