للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نَحْبَهُ﴾ قال بعضهم: أجله (١).

وقال البخاري: عهده (٢). وهو يرجع إلى الأول ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ أي: وما غيروا عهد الله ولا نقضوه ولا بدلوه. قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: لما نسخنا المصحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله يقرؤها: لم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري ، الذي جعل رسول الله شهادته بشهادة رجلين ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ (٣) تفرد به البخاري دون مسلم، وأخرجه أحمد في مسنده والترمذي والنسائي في التفسير من سننهما من حديث الزهري به. وقال الترمذي: حسن صحيح (٤).

وقال البخاري أيضًا: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك قال: نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ﴾ الآية (٥)، انفرد به البخاري من هذا الوجه، ولكن له شواهد من طرق أخر.

قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قال أنس: عمِّي أنس بن النضر سميت به لم يشهد مع رسول الله يوم بدر فشق عليه، وقال: أول مشهد شهده رسول الله غُيّبت عنه، لئن أراني الله تعالى مشهدًا فيما بعد مع رسول الله ليرين الله ﷿ ما أصنع. قال فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله يوم أُحد فاستقبل سعد بن معاذ ، فقال له أنس : يا أبا عمرو أين واهًا (٦) لريح الجنة إني أجده دون أحد قال: فقاتلهم حتى قُتل ، قال: فوجد في جسده بضع وثمانين بين ضربة وطعنة ورمية، فقالت أخته - عمتي الربيع ابنة النضر -: فما عرفت أخي إلا ببنانه، قال: فنزلت هذه الآية ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (٢٣)﴾ قال: فكانوا يرون أنها نزلت فيه، وفي أصحابه (٧). ورواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث سليمان بن المغيرة به. ورواه النسائي أيضًا وابن جرير من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به نحوه (٨).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حميد، عن


(١) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن الحسن البصري (ينظر فتح الباري ٨/ ٥١٨).
(٢) ذكره البخاري من غير نسبته إلى أحد (الصحيح، التفسير سورة الأحزاب، باب ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ. . .﴾ [الأحزاب: ٢٣]).
(٣) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (المصدر السابق ح ٤٧٨٤).
(٤) المسند ٥/ ١٨٨، وسنن الترمذي، التفسير، باب من سورة التوبة (ح ٣١٠٤)، والسنن الكبرى للنسائي، التفسير (ح ١١٤٠١).
(٥) صحيح البخاري، التفسير، باب ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ. . .﴾ [الأحزاب: ٢٣] (ح ٤٧٨٣).
(٦) كلمه حنان وتلهف.
(٧) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ١٩٣) وسنده صحيح.
(٨) صحيح مسلم، الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد (ح ١٩٠٣) وسنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة الأحزاب (ح ٣٢٠٠)، والسنن الكبرى للنسائي، التفسير (ح ١١٤٠٤).