للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأشعث الصنعاني، عن أوس الثقفي قال: قال رسول الله : "من أفضل أيامكم يوم الجمعة، وفيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ" قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أَرمتَ؟ يعني: وقد بليتَ، قال: "إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" (١). ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حسين بن علي الجعفي (٢). وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والنووي في "الأذكار".

حديث آخر: قال أبو عبد الله ابن ماجه: حدثنا عمرو بن سواد المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أيمن، عن عُبادة بن نسي، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : "أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدًا لا يصلي عليَّ فيه إلا عرضت عليَّ صلاته حتى يفرغ منها" قال: قلت وبعد الموت؟ قال: "إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبي الله حيُّ يرزق" (٣). هذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه انقطاع بين عبادة بن نسي وأبي الدرداء فإنه لم يدركه، والله أعلم.

وقد روى البيهقي من حديث أبي أُمامة (٤) وابن مسعود عن النبي في الأمر بالإكثار من الصلاة عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة، ولكن في إسنادهما ضعف، والله أعلم. وروي مرسلًا عن الحسن البصري.

قال إسماعيل القاضي: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا جرير بن حازم، سمعت الحسن البصري فقال رسول الله : "لا تأكل الأرض جسد من كلمه روح القدس" (٥). مرسل حسن.

وقال الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا صفوان بن سليم أن النبي قال: "إذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة، فأكثروا الصلاة عليَّ" (٦) هذا مرسل، وهكذا يجب على الخطيب أن يصليَّ على النبي يوم الجمعة على المنبر في الخطبتين، ولا تصح الخطبتان إلا بذلك لأنها عبادة، وذكر الله شرط فيها فوجب ذكر الرسول فيها كالأذان والصلاة، هذا مذهب الشافعي وأحمد رحمهما الله.


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢٦/ ٨٤ ح ١٦١٦٢) وصحح سنده محققوه، وللتأكيد على صحته ينظر ما يلي.
(٢) سنن أبي داود، الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة (ح ١٠٤٧) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٩٢٥)، وسنن النسائي، الجمعة، باب إكثار الصلاة على النبي ٣/ ٦١، وسنن ابن ماجه الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه (ح ١٦٣٦).
(٣) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه (السنن، الجنائز، باب ذكر وفاته ح ١٦٣٧)، وسنده ضعيف بسبب الانقطاع، ويتقوى بالشواهد السابقة.
(٤) السنن الكبرى ٣/ ٢٤٩، وحسنه السخاوي (القول البديع ص ١٥٣).
(٥) فضل الصلاة على النبي رقم ٢٣، وسنده ضعيف لارساله ويتقوى بالشواهد السابقة.
(٦) أخرجه الشافعي بسنده ومتنه (الأُم ١/ ١٨٤) وحكمه كسابقه.