للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك أنه يستحب الصلاة والسلام عليه عند زيارة قبره . قال أبو داود: حدثنا ابن [عوف] (١) هو محمد، حدثنا المقري، حدثنا حيوة، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "ما منكم من أحد يسلم علي إلا ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام" (٢). تفرد به أبو داود وصححه النووي في "الأذكار": ثم قال أبو داود: حدثنا أحمد بن صالح قال: قرأت على عبد الله بن نافع، أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم" (٣). تفرد به أبو داود أيضًا. وقد رواه الإمام أحمد، عن سُريج، عن عبد الله بن نافع وهو الصائغ به (٤)، وصححه النووي أيضًا.

وقد روي من وجه آخر متصلًا قال القاضي إسماعيل بن إسحاق في كتابه "فضل الصلاة على النبي ": حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عمَّن أخبره من أهل بيته، عن علي بن الحسين بن علي أن رجلًا كان يأتي كل غداة فيزور قبر النبي ويصلي عليه، ويصنع من ذلك ما اشتهر عليه علي بن الحسين، فقال له علي بن الحسين: ما يحملك على هذا؟ قال: أحبُّ السلام على النبي فقال له علي بن الحسين: هل لك أن أحدثك حديثًا عن أبي؟ قال: نعم. قال له علي بن الحسين: أخبرني أبي عن جدي أنه قال: قال رسول الله : "لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا وصلوا عليَّ وسلموا حيثما كنتم، فتبلغني صلاتكم وسلامكم" (٥). في إسناده رجل مبهم لم يسم.

وقد روي من وجه آخر مرسلًا قال عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري، عن ابن عجلان، عن رجل يقال له سهيل، عن الحسن بن الحسن بن علي قال: رأى قومًا عند القبر فنهاهم وقال: إن النبي قال: "لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني" (٦). فلعله رآهم يسيئون الأدب برفع أصواتهم فوق الحاجة فنهاهم. وقد روي أنه رأى رجلًا ينتاب القبر فقال: يا هذا ما أنت ورجل بالأندلس منه إلا سواء؛ أي: الجميع يبلغه صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين.

وقال الطبراني في معجمه الكبير: حدثنا أحمد بن رشدين المصري، حدثنا سعيد بن أبي


(١) كذا في (ح) و (حم) وسنن أبي داود، وفي الأصل صُحف إلى: "عف".
(٢) أخرجه أبو داود بسنده ومتنه (السنن، المناسك، باب زيارة القبور ح ٢٠٤١) وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ١٧٩٥).
(٣) أخرجه أبو داود بسنده ومتنه (المصدر السابق ح ٢٠٤٢)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ١٧٩٦).
(٤) (المسند ٢/ ٣٦٧).
(٥) أخرجه إسماعيل القاضي بسنده ومتنه (فضل الصلاة على النبي رقم ٢٠)، وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن علي بن الحسين ويشهد له ما سبق.
(٦) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه (المصنف رقم ٦٧٢٦).
وحكمه كسابقه في العلة والشاهد.