للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرزاق قالا: حدثنا معمر، أخبرنا الزهري، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس قال: كان رسول الله جالسًا في نفر من أصحابه، قال عبد الرزاق: من الأنصار، فرمي بنجم فاستنار، فقال : "ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية" قالوا: كنا نقول يولد عظيم أو يموت عظيم. قلت للزهري: أكان يرمى بها في الجاهلية؟ قال: نعم ولكن غلظت حين بعث النبي ، قال: فقال رسول الله : "فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرًا سبَّح حملة العرش، ثم سبَّح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح السماء الدنيا، ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم، ويخبر أهل كل سماء سماء، حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء وتخطف الجن السمع فيرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يفرقون فيه ويزيدون" هكذا رواه الإمام أحمد (١)، وقد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث صالح بن كيسان والأوزاعي ويونس ومعقل بن عبيد الله، أربعتهم عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس ، عن رجل من الأنصار به. وقال يونس: عن رجال من الأنصار ، وكذا رواه النسائي في التفسير من حديث الزبيدي، عن الزهري به، ورواه الترمذي فيه عن الحسين بن حريث، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس ، عن رجل من الأنصار ، والله أعلم (٢).

حديث آخر: قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف وأحمد بن منصور بن سيار الرمادي، والسياق لمحمد بن عوف، قالا: حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا الوليد هو ابن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الله بن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النوَّاس بن سمعان قال: قال رسول الله : "إذا أراد الله أن يوحي بأمره تلكم بالوحي، فإذا تكلم أخذت السماوات منه رجفة - أو قال رعدة - شديدة من خوف الله تعالى، فإذا سمع بذلك أهل السماوات صُعقوا وخروا لله سجدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل ، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فيمضي به جبريل على الملائكة، كلما مرَّ بسماء سماء يسأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول : قال الحق وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله تعالى من السماء والأرض" (٣). وكذا رواه ابن جرير وابن خزيمة، عن زكريا بن أبان المصري، عن نعيم بن حماد (٤) به.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم .


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٢١٨)، وسنده صحيح.
(٢) صحيح مسلم، السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان (ح ٢٢٢٩)، وسنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة سبأ (ح ٣٢٢٤)، والسنن الكبرى للنسائي، التفسير، (ح ١١٢٧٢).
(٣) في سنده نعيم بن حماد وهو صدوق يخطئ كثير (التقريب ٥٦٤). ويتقوى بما سبق من رواية أبي هريرة وابن عباس
(٤) أخرجه الطبري وابن خزيمة من طريق نعيم بن حماد به (التوحيد ص ٩٥) وسنده كسابقه.