للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أثر آخر: قال أبو داود الطيالسي: عن الصلت بن دينار بن الأشعث (١)، عن عقبة بن صهبان الهنائي، قال: سألت عائشة عن قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ الآية، فقالت لي: يا بني هؤلاء في الجنة، أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله ، شهد له رسول الله بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم، قال: فجعلت نفسها معنا، وهذا منها من باب الهضم والتواضع، وإلا فهي من أكبر السابقين بالخيرات لأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (٢).

وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان في قوله : ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ قال: هي لأهل بدونا ومقتصدنا أهل حضرنا، وسابقنا أهل الجهاد (٣)، رواه ابن أبي حاتم.

وقال عوف الأعرابي: حدثنا عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: حدثنا كعب الأحبار رحمة الله عليه، قال: إن الظالم لنفسه من هذه الأُمة والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم في الجنة، ألم تر أن الله تعالى قال: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ إلى قوله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ﴾ قال: فهؤلاء أهل النار (٤).

رواه ابن جرير من طرق عن عوف به ثم قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، أخبرنا حميد، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه قال: إن ابن عباس سأل كعبًا عن قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ إلى قوله: ﴿بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ قال: تماسَّت مناكبهم وربّ كعب، ثم أعطوا الفضل بأعمالهم (٥).

ثم قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا الحكم بن بشير، حدثنا عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق السبيعي في هذه الآية ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ الآية، قال أبو إسحاق: أما ما سمعت منذ ستين سنة فكلهم ناج (٦). ثم قال: حدثنا ابن حميد، حدثنا الحكم، حدثنا عمرو، عن محمد ابن الحنفية قال: إنها أُمة مرحومة، الظالم مغفور له، والمقتصد في الجنان عند الله، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله (٧). ورواه الثوري، عن إسماعيل بن


(١) كذا في النسخ الخطية: ابن الأشعث، وفي مسند الطيالسي: أبو شعيب.
(٢) أخرجه الطيالسي بسنده ومتنه (المسند ص ٢٠٩ رقم ١٤٨٩)، وسنده ضعيف جدًا لأن الصلت بن دينار متروك، فقد أخرجه الطبراني من طريق الصلت بن دينار به (المعجم الأوسط ٦/ ١٦٧ ح ٦٠٩٤) وقال الهيثمي فيه الصلت بن دينار وهو متروك (مجمع الزوائد ٧/ ٩٧)، وأخرجه الحاكم من طريق الصلت به وصححه وتعقبه الذهبي بأن الصلت ليس بثقة (المستدرك ٢/ ٤٢٧).
(٣) أخرجه البستي من طريق ابن المبارك به، وسنده معضل.
(٤) أخرجه الطبري من طريق عوف به، وسنده مرسل.
(٥) أخرجه الطبري وسنده كسابقه.
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه وفي سنده ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف.
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده كسابقه.