للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال النعمان بن بشير : يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم (١)، وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وأبو صالح وأبو العالية وزيد بن أسلم (٢).

وقال سفيان الثوري: عن سماك، عن النعمان بن بشير، عن عمر بن الخطاب ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ قال إخوانهم (٣).

وقال شريك: عن سماك عن النعمان قال: سمعت عمر يقول: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ قال: أشباههم. قال يجيء أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر (٤).

وقال خُصيف: عن مقسم، عن ابن عباس أزواجهم نساؤهم (٥). وهذا غريب والمعروف عنه الأول كما رواه مجاهد وسعيد بن جبير عنه: ﴿وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ قرناؤهم وما كانوا يعبدون من دون الله؛ أي: من الأصنام والأنداد تحشر معهم في أماكنهم (٦).

وقوله تعالى: ﴿فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ أي: أرشدوهم إلى طريق جهنم وهذا كقوله تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾ [الإسراء: ٩٧].

وقوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾ أي: قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدار الدنيا كما قال الضحاك، عن ابن عباس يعني احبسوهم إنهم محاسبون (٧).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا النفيلي، حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت ليثًا يحدث عن بشر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفًا معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه وإن دعا رجل رجلًا" ثم قرأ: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾، ورواه الترمذي من حديث ليث بن أبي سُليم، ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم، عن معتمر، عن ليث، عن رجل، عن أنس مرفوعًا (٨).


(١) أخرجه البُستي بسند حسن من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير، وأخرجه الطبري والحاكم من طريق سماك عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٤٣٠).
(٢) قول ابن عباس أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي بن أبي طلحة عنه، وأخرجه البستي من طريق المسيب بن رافع عن ابن عباس وهو لم يسمع من ابن عباس ويتقوى بسابقه ولاحقه، وقول سعيد بن جبير وعكرمة عزاهما السيوطي إلى عبد بن حميد، وقول أبي العالية أخرجه الطبري بسند حسن من طريق داود عنه، وقول مجاهد أخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه، وقول السدي أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عنه، وقول زيد بن أسلم أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عبد الله بن وهب عنه.
(٣) أخرجه البستي والطبري بسند حسن من طريق الثوري به.
(٤) سنده فيه شريك، وفيه مقال في حفظه ويتقوى بما سبق.
(٥) سنده ضعيف لمخالفة خُصيف من هو أوثق منه كما سبق وخُصيف سيء الحفظ.
(٦) تقدم نحوه في الروايات قبل السابقة.
(٧) سنده ضعيف لأن الضحاك لم يلق ابن عباس.
(٨) في سنده ليث بن أبي سُليم فيه مقال، وقد اضطرب فيه فتارة يرويه عن بشر عن أنس كما في رواية ابن أبي =