للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"أن أنهارها تجري في غير أخدود" وجاء في الكوثر (١) "أن (حافتيه) (٢) قباب اللؤلؤ المجوف" ولا منافاة بينهما؛ فطينها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر، نسأل اللّه من فضله (وكرمه) (٣) إنه هو البر الرحيم.

وقال ابن أبي (٤) حاتم: قرئ على الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد اللّه بن ضمرة، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله : "أنهار الجنة تفجر من (تحت تلال أخر أو من) (٥) تحت جبال المسك".

وقال (أيضًا) (٦): حدثنا أبو سعيد، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة، عن مسروق؛ قال: قال عبد الله (٧): "أنهار الجنة تفجر من جبل مسك".

وقوله (تعالى) (٨): ﴿كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾ قال السدي


= (٣١٦)؛ ورجح المنذري في "الترغيب" (٤/ ٥١٨) الموقوف وقال: "هو أشبه بالصواب" كذا! وطريق الموقوف والمرفوع واحد، فالظاهر أنه لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا، ولكن معنى كلام المنذري أنه إذا تردد الناقد في الحكم بالرفع والوقف فإن الأخذ بالوقف هو الأشبه، لأنه المناسب للاحتياط، إذ الأخذ بالأقل عند الاختلاف هو مذهب الجماهير من أهل الحديث والله أعلم.
وقد صح هذا من قول مسروق قال: "أنهار الجنة تجري في غير أخدود وثمرها كالقلال، كلما أخذت ثمرة عادت مكانها أخرى، والعنقود اثنا عشر ذراعًا"؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٣/ ٩٧)؛ وهناد بن السري في "الزهد" (٩٥، ١٠٣)؛ والمروزي في "زوائد الزهد" (١٤٨٩)؛ وابن صاعد أيضًا (١٤٩٠)؛ وابن جرير في "تفسيره" (٥٠٩، ٥١٠، ٥١١)؛ وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٣١٥)؛ والبيهقي في "البعث" (٢٩٢) من طرق عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن مسروق. وسنده صحيح.
(١) أخرجه البخاري (١١/ ٤٦٤).
(٢) في (ج): "حافتاه" بالرفع، وإنما يصح ذلك بحذف "إن".
(٣) ساقط من (ز) و (ن).
(٤) في "تفسيره" رقم (٢٥٣).
وأخرجه ابن حبان (٢٦٢٢)؛ والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٣٢٦)؛ والحاكم كما في "حادي الأرواح" و"إتحاف السادة" (١٠/ ٥٣٤)؛ وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٣١٣)؛ والبيهقي في "البعث" (٢٦٦) من طريق أسد بن موسى بسنده سواء. ولفظ البيهقي مطول أخرج بعضه الطبراني في "الأوسط" (ج ٢/ ق ١/ ٢٦٦) وقال: "لم يرو هذا الحديث عن ابن ثوبان إلا أسد بن موسى".
وحسن إسناده العراقي في "تخريج الإحياء" (٤/ ٥٢٢) وقال المنذري في "الترغيب" (٣/ ١٠٠، ٢٦٢): "رواه الطبراني في "الأوسط" ورواته ثقات إلا شيخه المقدام بن داود وقد وثق".
(*) قلت: تابعه الربيع بن سليمان ويوسف بن يزيد القراطيسي كلاهما عن أسد بن موسى به.
(٥) ساقط من (ل).
(٦) ساقط من (ج) و (ك).
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٢٥٥)؛ وابن أبي شيبة (١٣/ ٩٦)؛ والبيهقي في "البعث" (٢٦٧) من طريقين عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن ابن مسعود به قال البيهقي: "هذا موقوف صحيح".
وأخرجه عبد الرزاق (ج ١١/ رقم ٢٠٨٧٣) أخبرنا معمر، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق قوله ولم يذكر "ابن مسعود" فلعل معمر قصر في إسناده وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٣٧)؛ لأبي الشيخ في "تفسيره".
(٨) من (ز) و (ن).