للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن إسحاق: عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن محمد بن كعب القرظي أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام فقال له عمر: إن هذا لشيء ما كنت أنظر فيه، وإني لأراه كما قلت، ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهوديًا فأسلم وحسن إسلامه وكان يرى أنه من علمائهم فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك قال محمد بن كعب وأنا عند عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: أي: ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال: إسماعيل والله يا أمير المؤمنين، وإن يهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل الذي ذكر الله تعالى منه لصبره لما أمر به، فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لكون إسحاق أباهم والله أعلم أيهما كان، وكلٌّ قد كان طاهرًا طيبًا مطيعًا لله ﷿ (١).

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل : سألت أبي عن الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق؟ فقال: إسماعيل. ذكره في كتاب الزهد.

وقال ابن أبي حاتم: وسمعت أبي يقول: الصحيح أن الذبيح إسماعيل ، قال: وروي عن علي وابن عمر وأبي هريرة وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد والشعبي ومحمد بن كعب القرظي وأبي جعفر محمد بن علي وأبي صالح أنهم قالوا: الذبيح إسماعيل.

وقال البغوي في تفسيره: واليه ذهب عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب والسدي والحسن البصري ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن كعب القرظي والكلبي وهو رواية عن ابن عباس، وحكاه أيضًا عن أبي عمرو بن العلاء (٢).

وقد روى ابن جرير في ذلك حديثًا غريبًا فقال: حدثني محمد بن عمار الرازي، حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، حدثنا عمر بن عبد الرحيم الخطابي، عن عبيد الله بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان، عن أبيه، حدثني عبد الله بن سعيد، عن الصنابحي قال: كنا عند معاوية بن أبي سفيان، فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق فقال: على الخبير سقطتم: كنا عند رسول الله فجاءه رجل فقال: يا رسول الله عد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين فضحك رسول الله فقيل له: يا أمير المؤمنين وما الذبيحان؟ فقال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله له أمرها عليه ليذبحن أحد ولده، قال: فخرج السهم على عبد الله، فمنعه أخواله وقالوا: افد ابنك بمائة من الإبل، ففداه بمائة من الإبل والثاني إسماعيل (٣). وهذا حديث غريب جدًا وقد رواه الأُموي في مغازيه: حدثنا بعض أصحابنا أخبرنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، حدثنا عمرو بن عبد الرحمن القرشي، حدثنا عبيد الله بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان، حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا الصنابحي قال: حضرنا مجلس معاوية


(١) أخرجه الطبري من طريق ابن إسحاق به.
(٢) معالم التنزيل ٧/ ٤٧.
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف فقد أخرجه الحاكم من طريق إسماعيل بن عبيد به وسكت عنه وقال الذهبي: إسناده واهٍ (المستدرك ٢/ ٥٥٤) وضعفه السيوطي في الدر المنثور.