للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر بعضهم في القرع فوائد منها سرعة نباته وتظليل ورقه لكبره ونعومته وأنه لا يقربها الذباب وجودة تغذية ثمره، وأنه يؤكل نيئًا ومطبوخًا بلبه وقشره أيضًا.

وقد ثبت أن رسول الله كان يحب الدباء ويتتبعه من نواحي الصحفة (١).

وقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)﴾ روى شهر بن حوشب، عن ابن عباس أنه قال: إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت، رواه ابن جرير، حدثني الحارث، حدثنا أبو هلال عن شهر به (٢).

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت (٣).

(قلت): ولا مانع أن يكون الذين أرسل إليهم أولًا أمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت فصدقوه كلهم وآمنوا به.

وحكى البغوي: أنه أرسل إلى أُمة أخرى بعد خروجه من الحوت كانوا مائة ألف أو يزيدون (٤). وقوله تعالى: ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ قال ابن عباس في رواية عنه: بل يزيدون وكانوا مائة وثلاثين ألفًا (٥)، وعنه مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفًا (٦) وعنه مائة ألف وبضعة وأربعين ألفًا (٧) والله أعلم.

وقال سعيد بن جبير: يزيدون سبعين ألفًا (٨).

وقال مكحول: كانوا مائة ألف وعشرة آلاف رواه ابن أبي حاتم.

وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت زهيرًا يحدث عمن سمع أبا العالية يقول: حدثني أُبي بن كعب أنه سأل رسول الله عن قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)﴾ قال: يزيدون عشرين ألفًا (٩). ورواه الترمذي، عن علي بن حجر، عن الوليد بن مسلم، عن زهير، عن رجل، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب به وقال غريب (١٠). ورواه ابن أبي حاتم من حديث زهير به (١١).

قال ابن جرير: وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في ذلك معناه: إلى المائة الألف أو كانوا يزيدون عندكم، يقول كذلك كانوا عندكم (١٢). ولهذا سلك ابن جرير ههنا ما سلكه عند قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ [البقرة: ٧٤]، وقوله تعالى: ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء: ٧٧]، وقوله تعالى:


(١) أخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك (الصحيح، الأطعمة، باب من ناول، أو قدم إلى صاحبه، على المائدة شيئًا ح ٥٤٣٩).
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده فيه شهر بن حوشب فيه مقال.
(٣) أخرجه آدم والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح به.
(٤) معالم التنزيل ٤/ ٢٣ ط. المعرفة.
(٥) أخرجه الطبري من طريق الحكم بن عبد الله الأزور عن ابن عباس، ولم أقف على ترجمة الحكم.
(٦) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٧) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٨) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٩) أخرجه الطبري بسنده ومتنه وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي العالية.
(١٠) السنن، التفسير، باب ومن سورة الصافات (ح ٣٢٢٩) وسنده ضعيف كسابقه.
(١١) سنده ضعيف كسابقه.
(١٢) ذكره الطبري بلفظه.