للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشقي من شقي في بطن أُمه، وإنه أتى البيت المقدس لا ينهزُهُ (١) إلا الصلاة فيه خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أُمه" فلما سمع الفتى ذكر الخمر اجتذب يده من يده ثم انطلق فقال عبد الله بن عمر : إني لا أُحلُّ لأحد أن يقول عليَّ ما لم أقل سمعت رسول الله يقول: "من شرب الخمر شربة لا تقبل له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان حقًا على الله تعالى أن يسقيه من ردغة (٢) الخبال يوم القيامة" قال: وسمعت رسول الله يقول: "إن الله ﷿ خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من نوره يومئذٍ اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ فلذلك أقول جفَّ القلم على علم الله ﷿".

وسمعت رسول الله يقول: "إن سليمان سأل الله ثلاثًا فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة، سأله حكمًا يصادف حكمه فأعطاه إياه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله ﷿ قد أعطانا إياها" (٣) وقد روى هذا الفصل الأخير من هذا الحديث النسائي وابن ماجه من طرق عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : "إن سليمان لما بني بيت المقدس سأل ربه ﷿ خلالًا ثلاثًا" وذكره (٤).

وقد روي من حديث رافع بن عمير بإسناد وسياق غريبين. فقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، حدثنا محمد بن أيوب بن سويد، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي الزاهرية، عن رافع بن عمير قال: سمعت رسول الله يقول: "قال الله ﷿ لداود ابن لي بيتًا في الأرض، فبنى داود بيتًا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله إليه يا داود نصبت بيتك قبل بيتي قال: يا ربِّ هكذا قضيت من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد، فلما تمَّ السور سقط ثلاثًا فشكا ذلك إلى الله ﷿. فقال: يا داود إنك لا تصلح أن تبني لي بيتًا، قال: ولم يا ربِّ؟ قال: لما جرى على يديك من الدماء، قال: يا ربِّ أو ما كان ذلك في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم، فشقَّ ذلك عليه فأوحى الله إليه: لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان.

فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه ولما تمّ قرّب القرابين وذبح الذبائح وجمع بني إسرائيل، فأوحى الله إليه قد أرى سرورك ببنيان بيتي فسلني أعطك قال: أسألك ثلاث خصال حكمًا يصادف حكمك، وملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه - قال رسول الله أما الثنتان فقد أعطيهما وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة" (٥).


(١) أي: لا يخرجه.
(٢) أي: عصارة أهل النار.
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده وفي آخره: قد أعطانا إياها. (المسند ١١/ ٢٢٠ ح ٦٦٤٤)، وصحح سنده محققوه.
(٤) سنن النسائي، الأشربة، باب توبة شارب الخمر ٨/ ٣١٧، وسنن ابن ماجه، الأشربة، باب من شرب الخمر لم تقبل له صلاة (ح ٣٣٧٧)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٢٧٢٢).
(٥) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ٥/ ٢٤ ح ٤٤٧٧)، وسنده ضعيف جدًا لأن محمد بن أيوب بن =