للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن راشد اليمامي، حدثنا إياس بن سلمة الأكوع، عن أبيه قال: ما سمعت رسول الله دعا إلا استفتحه بـ "سبحان الله ربي العلي الأعلى الوهاب" (١).

وقد قال أبو عبيد: حدثنا علي بن ثابت، عن جعفر بن برقان، عن صالح بن مسمار قال: لما مات نبي الله داود أوحى الله إلى ابنه سليمان : أن سلني حاجتك قال: أسألك أن تجعل لي قلبًا يخشاك كما كان قلب أبي، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي، فقال الله: أرسلت إلى عبدي وسألته حاجته فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قلبه يحبني، لأهبنَّ له ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، قال الله تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (٣٦)﴾ والتي بعدها قال فأعطاه ما أعطاه، وفي الآخرة لا حساب عليه هكذا أورده أبو القاسم بن عساكر في ترجمة سليمان في تاريخه (٢).

وروي عن بعض السلف أنه قال: بلغني عن داود أنه قال: إلهي كن لسليمان كما كنت لي، فأوحى الله إليه: أن قل لسليمان أن يكون لي كما كنت لي أكن له كما كنت لك (٣).

وقوله: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (٣٦)﴾ قال الحسن البصري : لما عقر سليمان الخيل غضبًا لله ﷿ عوضه الله تعالى ما هو خير منها وأسرع، الريح التي غدوها شهر ورواحها شهر (٤).

وقوله: ﴿حَيْثُ أَصَابَ﴾ أي: حيث أراد من البلاد.

وقوله: ﴿وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧)﴾ أي: منهم ما هو مستعمل في الأبنية الهائلة من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات إلى غير ذلك من الأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها البشر، وطائفة غواصون في البحار يستخرجون ما فيها من اللآلئ والجواهر والأشياء النفيسة التي لا توجد إلا فيها

﴿وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨)﴾ أي: موثقون في الأغلال والأكبال ممن قد تمرد وعصى وامتنع من العمل وأبى، أو قد أساء في صنيعه واعتدى.

وقوله: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٩)﴾ أي: هذا الذي أعطيناك من الملك التام والسلطان الكامل كما سألتنا فأعط من شئت واحرم من شئت لا حساب عليك؛ أي: مهما فعلت فهو جائز لك احكم بما شئت فهو صواب وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله لما خُير بين أن يكون عبدًا رسولًا - وهو الذي يفعل ما يؤمر به وإنما هو قاسم يقسم بين الناس كما أمره الله تعالى به - وبين أن يكون نبيًا ملكًا يعطي من يشاء ويمنع من يشاء بلا حساب ولا جناح، اختار


= سويد الرملي متهم بالوضع (مجمع الزوائد ٤/ ٨).
(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٥٤)، وسنده ضعيف لضعف عمر بن راشد اليمامي (التقريب ص ٤١٢).
(٢) الخبر من الإسرائيليات.
(٣) الخبر كسابقه.
(٤) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن الحسن، والخبر من الإسرائيليات كما تقدم من أن العقر مرجوع والصواب إنه مسح بيديه على عراقيبها.