للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧)﴾ ورسول الله يقول هكذا بيده يحركها: يُقبل بها ويُدبر "يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم" فرجف برسول الله المنبر حتى قلنا ليخرنَّ به (١). وقد رواه مسلم والنسائي وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازم زاد مسلم ويعقوب بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي حازم، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر به نحوه. ولفظ مسلم عن عبيد الله بن مقسم في هذا الحديث أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي النبي قال: يأخذ الله سماواته وأرضيه بيده ويقول: أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله (٢)؟

وقال البزار: حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا أبو علي الحنفي، حدثنا عباد المنقري، حدثني محمد بن المنكدر قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: إن رسول الله قرأ هذه الآية على المنبر ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ حتى بلغ ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ فقال المنبر هكذا فجاء وذهب ثلاث مرات (٣). والله أعلم، ورواه الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عمرو وقال صحيح.

وقال الطبراني في المعجم الكبير: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، حدثنا حيان بن نافع، عن صخر بن جويرية، حدثنا سعيد بن سالم القداح، عن معمر بن الحسن، عن بكر بن [خُنيس] (٤)، عن أبي شيبة، عن عبد الملك بن عمير، عن جرير قال: قال رسول الله لنفر من أصحابه : "إني قارئ عليكم آيات من آخر سورة الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة" فقرأها من عند: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ. . .﴾ إلى آخر السورة، فمنا من بكى، ومنا من لم يبك، فقال الذين لم يبكوا: يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك فقال : "إني سأقرؤها عليكم فمن لم يبك فليتباك" (٥). هذا حديث غريب جدًا، وأغرب منه ما رواه في المعجم الكبير أيضًا: حدثنا هاشم بن زيد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : "إن الله تعالى يقول: ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل بسوء أبدًا: لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن، ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أتيتهم؟ وقبضت السماوات بيدي ثم قبضت الأرضين، ثم قلت: أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني فأُريهم الجنة وما أعددتُ لهم


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٧٢) وسنده صحيح.
(٢) صحيح مسلم، صفة القيامة (ح ٢٧٨٨)، والسنن الكبرى للنسائي (ح ٧٦٨٩)، وسنن ابن ماجه، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (ح ١٩٨)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٤٤٩).
(٣) سنده ضعيف لأن عباد بن ميسرة المنقري لين الحديث (التقريب ص ٢٩١).
(٤) كذا في (حم) و (مح)، والمعجم الكبير للطبراني، وفي الأصل صُحف إلى: "حبيس".
(٥) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ٢/ ٢٩٨ ح ٢٤٥٩)، وسنده ضعيف جدًا لأن بكر بن خنيس متروك (مجمع الزوائد ٧/ ١٠٤).